وضع رئيس الاتحاد الجديد الدكتور خالد المرزوقي نفسه على المحك، بعد فوزه في انتخابات الجمعية العمومية التي عقدها النادي لاختيار مجلس ادارة جديد، بدلا من مجلس الادارة السابق برئاسة المهندس جمال ابوعمارة، ففضلا عن الفوز الكاسح الذي حققه المرزوقي على منافسيه مدحت قاروب وعادل جمجوم ما يضعه في موقف لا يحسد عليه اذ بدا انه الخيار الاول للاتحاديين، فانه بات مطالباً باجراء تعديلات شاملة ليس على مستوى الهيكلية الادارية وحسب، وانما على مستوى تحرير القرار داخل النادي، الذي ظل مستلبا طوال السنوات الأخيرة، حتى ادى ذلك الى تغييب الصورة النمطية الرائعة التي كانت تميز الاتحاد وهي صورة وحدة القرار في (العميد) الامر الذي جعل (البيت الاتحادي) طوال السنوات الفائتة يموج بالمشاكل، بعد ان كان ومنذ تأسيسه قبل اكثر من 70 عاما عنوانا للاستقرار والهدوء. إن مهمة تحرير القرار الاتحادي، واخراجه من قبضة المتحكمين به، ليس عملا سهلا كما يتصور البعض، فالمرزوقي ومهما كانت قوته يحتاج الى وقفة صادقة من كل الاتحاديين، لانه ان فعل ذلك وحيدا فسيصطدم بالحرس القديم الذين يأبون الا ان يبقى القرار الاتحادي مستلبا، لانهم وحدهم من سيبقي نفوذهم داخل النادي، وسيمنعون اي محاولات لعودة (ابناء النادي) الذين ابعدوا او ابتعدوا بسبب فرض سياسة الصوت الأوحد. ورغم ان ثمة اتحاديين يعولون كثيرا على المرزوقي في إحداث انقلاب داخل النادي بابعاد القابضين على مفاتيح القرار الاتحادي واعادة توطين الصوت الحر الذي هجر (البيت الاصفر) ويستندون في ذلك على تسلحه بالعلم والثقافة اللذين يرفضان التبعية العمياء، الا ان بين اولئك من لم يخف خشيته من بقاء الحال على ما هو عليه، بل اعظم من ذلك اذ رأوا ان المجيء بالمرزوقي لم يكن سوى اعادة التفاف على الاتحاديين بطريقة أو بأخرى من أجل تكريس الواقع الاتحادي الذي تواصل خلال رئاسة ابوعمارة والذي يفرض لونا وصوتا وخيارا واحدا على الاتحاديين، وهو ما ادى الى تحييد (ابناء النادي) وابتعاد شرفيين مؤثرين آثروا الانسحاب على القبول بهذا الواقع المر، ويستشهدون بقائمة الأعضاء الذي يضمهم مجلس المرزوقي، اذ يرون ان الاسماء التي تتواجد في القائمة كافية لأن تؤكد على بقاء الحال على ماهو عليه.