حثت إسرائيل الإدارة الأمريكية على ضرورة إعداد خطة بديلة لفشل الحوار بين إيران والغرب. وطالبت إسرائيل أن تتضمن هذه الخطة رزمة عقوبات اقتصادية صارمة ضد إيران وخطوات أخرى، وتزامنت هذه الأنباء مع التسريبات التي نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي بأن مصر سمحت الشهر الماضي لغواصة إسرائيلية من طراز "دولفين" بعبور قناة السويس، وأن الغواصة كانت مزودة بصواريخ تحمل رؤوسا نووية. وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، ممن يعكفون على الشأن الإيراني، قالوا لنظرائهم الإسرائيليين إنهم "على علم بالإحباط الذي نشأ في أوروبا وإسرائيل وعدد من دول الخليج بسبب سياسة الحوار الأمريكية". وبحسبهم فإنه بالرغم من كونهم لا يعتقدون بوجود احتمالات كبيرة لنجاح الحوار مع إيران، إلا أن البدء ببحث خطط بديلة وعقوبات جديدة سوف يعتبر في نظر إيران دليلا على عدم جدية نوايا أوباما. وفي حين تزايدت التقارير عن احتمال توجيه إسرائيل ضربة للمنشآت النووية في إيران، صدرت إشارات متباينة ومتناقضة من العاصمة الأمريكيةواشنطن بهذا الخصوص، حيث صرح نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في مقابلة مع محطة "إي بي سي" الأمريكية أمس إن لإسرائيل حقا سياديا في تقرير ما تراه الأفضل بالنسبة لها في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. بينما اعتبر قائد هيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة، الأدميرال مايكل مولن، أن شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية قد يكون "مزعزعا جدا للاستقرار ومن المستحيل التكهن بعواقبه". تأتي هذه الأخبار في إطار الحملة الدعائية التي تقودها إسرائيل ضد إيران ومحاولة توريط الدول العربية ، والإيهام بأن هناك حلفا مشتركا ضد إيران لزيادة حدة الشقاق بين طهران والدول العربية، خاصة وأن لإسرائيل سوابق في هذا الصدد، فرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناجم بيغن، كان قد التقى الرئيس السادات قبل أسبوع واحد من قصف المفاعل العراقي عام 1981، وكذلك وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي التقت الرئيس مبارك قبل أيام من بدء العملية العسكرية الوحشية في قطاع غزة. وتخلق الأنباء المنشورة حاليا انطباعا زائفا بأن الأجواء البحرية والجوية صارت مفتوحة الآن أمام إسرائيل لمهاجمة إيران، ولكن الأمور ليست كذلك، خاصة في ظل التوتر في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن على خلفية ملف المستوطنات وحقيقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت فشل في الحصول على موافقة إدارة بوش على توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، وكذلك تعهد رئيس وزرائهم الحالي بنيامين نتنياهو للرئيس أوباما بأن إسرائيل لن تهاجم إيران قبل استنفاد الولاياتالمتحدة فرصة الحوار مع طهران بنهاية عام 2009. ولذا، من المستبعد أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران في المدى القريب حتى تتضح الرؤية، وأن هذه التقارير تأتي في سياق سياسة الردع العسكري الرمزي، خاصة وأن واشنطن ليست في عجلة من أمرها وهي تتجه نحو حل سياسي مع إيران لأنها مستنزفة في المنطقة ولا تستطيع الدخول في أي حرب. وأخيرا يمكن القول إن كل هذا ليس إلا صراع إرادات سوف تذوب في إطار المصالح الإستراتيجية المشتركة، خاصة وأن إيران وإسرائيل والولاياتالمتحدة ليست في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع إستراتيجي قابل للحل على حساب التحالف المزعوم.