يمكنك أن تبحث عن معنى السعادة في القواميس، ويمكنك أن تضع علامات معينة للسعادة وتقولبها في قالب نمطي معين، ويمكنك أن تتحسر على ايامك لانك تعتقد أنك لست بسعيد ولأن تحصر السعادة في علامات معينة أو اكسسوارات معينة أنت لا تملكها. ويمكنك أن تتساءل: من هو السعيد؟ ويمكنك أن تقرأ في كتب كثيرة تحاول أن تعلمك السعادة في عشرة أيام؟ ويمكنك أن تحضر الكثير من دورات التي تحدثك عن التفكير الايجابي وكيفية تغيير حياتك، ويمكنك أن تختصر السعادة في المال أو تحصرها في ضحكة شخص قد لا يعبأ بوجودك أو قد يتغير عليك، ويمكنك أن تتحسر على ماض ولى وذهب بلا رجعة كنت فيه سعيدا أو هكذا تظن. وأنت في بحثك عن السعادة وفي محاولتك لحصرها في صورة نمطية معينة وفي محاولتك استجداءها قد لا تنتبه أنها في متناول يدك، قد لا تنتبه أنك لا تحتاج إلى أن تبحث جاهدا عنها فهي جزء منك، جزء من يومك، جزء من لحظة تغضب فيها تتبعها بضحكة رنانة مع صديق تشكو له، وهي جزء من خبر جميل تسمعه بعد طول انتظار، هي في جلستك بعد المغرب تتناول الشاي وتتبادل الحديث مع افراد العائلة أو في ساعة صفاء تتحدث فيها مع صديق حديثا تكون فيه أنت بدون أي حواجز أو أقنعة. أنت تظن خاطئا أن السعادة حالة دائمة، وأنت تظن جاهلا أنك إن لم تكن سعيدا فأنت حتما حزين أو مكتئب بينما الحقيقة غير ذلك، فأنت ليس بالضرورة أن تكون مكتئبا اذا لم تكن سعيدا أنت فقط تعيش يومك بطريقة عادية مستمتعا بمتاعب الوظيفة وشكاوى الصغار وحمل المسؤوليات، أنت سعيد حتى وإن لم تكن تعرف ذلك، فأنت هنا في عالم ديناميكي متحرك متجدد تتغير معه وتتجدد معه وتكبر معه وتصحو مع شمسه تتأمل القمر في ليله وتبحث عن نجومه. أنت هنا، تبحث عن السعادة كما تحب أن تقول؟ لكنك في خضم بحثك عنها انظر قريبا لا تنظر بعيدا ولا تبحث في شارع المستحيل. أنت سعيد... صدقني أنت سعيد، مادمت موجودا هنا تعيش يومك ومحاطا بكل من يحبونك وكل من يهتمون لك ويهتمون بك.