بدأت الملحقية الثقافية بأمريكا بقطف أولى ثمار برنامج خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطموح، في العام الماضي 1429 ه الموافق 2008 م، حيث احتفلت برعاية وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري بتخرج اكثر من 570 طالباً وطالبةً في جميع مراحل التعليم الجامعي كدفعة أولى من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإبتعاث الخارجي، وهذه السنة 1430 ه 2009 م تحتفل الملحقية بالدفعة الثانية من خريجي البرنامج، وبرامج الجامعات والمؤسسات الحكومية للإبتعاث، وعددهم الف وثمانية وعشرون متخرجا ومتخرجة ( 1028 ) على شرف وزير التعليم العالي. تحتفل بهذه النخبة من المبتعثين والمبتعثات وهي على ثقةً بأن يجني الوطن الغالي ثمرات هذه البرامج وإنجازاتها الطيبة التي ستحقق بإذن الله رقيه وتقدمه برعاية من الله سبحانه وتعالى ثم العطاء السخي الذي يبذله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الذين يحرصون دائما على حث جيل الشباب بالنهل من العلم، لإيمانهم بأهمية العلم لبناء الوطن، ويوجهون ببذل الجهود لتنمية آفاقهم وتزويدهم بالعلوم المختلفة التي تمكنهم من تنمية قدراتهم وإستنفار عقولهم لخدمة وطنهم . لا ننسى زيارة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، الميمونة للولايات المتحدةالأمريكية في منتصف عام 2005 وما أعقبها من توجيهات سامية بتكثيف إبتعاث طلاب وطالبات العلم إلى جميع دول العالم للنهل من مناهل العلم في أعرق جامعاتها في إطار هذا البرنامج المبارك، ليس لقلة في عدد الجامعات السعودية، وإنما لحكمة ورأي سديدين يتحلى بهما خادم الحرمين ويسعى لتحقيقهما أولهما متابعة التطور الذي يحدث في كافة مجالات العلوم والتقنية الحديثة والإستفادة منها في تلبية إحتياجات بلادنا للتطور والتنمية، وثانيهما لأن هذا الجيل من الشباب قد تبين بما لا يدع مجالا للشك بأنهم قادرون بحسن إنتمائهم وولائهم وحبهم لوطنهم المعطاء على نقل الصورة الحقيقية للعقيدة الإسلامية الحقة وللمملكة والتعبير عنهما بمنتهى المصداقية في كافة أرجاء العالم فكانوا ومازالوا خير سفراء لبلادهم ودينهم الحنيف من خلال تواصلهم ثقافياً وإجتماعياً مع قرنائهم من الدول المستضيفة. لم يكن تحقيق هذين الهدفين النبيلين إلا بدعم وتوجيهات وزير التعليم العالي والعاملين تحت قيادته، وكذلك مساندة سفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن، بقيادة السفير الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، وأستطيع أن أفيض بحق فأؤكد أن عمل منسوبي الملحقية الثقافية السعودية بامريكا الجاد والدؤوب بقيادة الدكتور محمد بن عبدالله العيسى الملحق الثقافي وإيمانهم بأن الإنسان هو ثروة الوطن الحقيقية، وأن رعاية هذا المبتعث ضرورة ملحة لإنجاح هذه البرامج الطموحة كان بمثابة تأكيد على انهم لم يكونوا بعيدين عن تحقيق الهدف المنشود فكانت تلك الأواصر مجتمعة علامة الإنجاز الرفيع الذي نحتفل بجني ثمراته لهذا العام. وبلغ عدد المبعثتين في الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى هذا اليوم نحو عشرين ألف مبتعث ومبتعثة، من بينهم ما يقرب من خمسة آلاف مبتعثة يدرسون جميعهم في مختلف التخصصات، الطبية والعلمية والتقنية والأدبية، يشرف عليهم نحو 115 مشرفاً أكاديمياً، يمثلون أهم قنوات الإتصال والتواصل بين الطالب والملحقية من جهة وبين الملحقية والجامعات والمعاهد التي يدرسون بها من جهة أخرى. ولمواكبة تزايد أعداد المبتعثين والمبتعثات أعيدت هيكلة الإدارة المختصة بالشؤون الدراسية وفقا لمبدأ التخصص وتقسيم العمل. حيث تم توزيع مبتعثي وزارة التعليم العالي، "برنامج خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز"، إلى خمسة أقاليم جغرافية وفق التقسيم التعليمي المعمول به في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أما بالنسبة لمبتعثي الجامعات والمؤسسات الحكومية فقد خصص لهم قسم خاص، كما تم إنشاء وحدة خاصة للإشراف على شؤون نحو 500 طبيب وطبيبة مبتعثون للحصول على درجة الزمالة. يدير تلك الأقاليم والأقسام المختلفة مجموعة من أعضاء هيئة تدريس من الجامعات السعودية، أوفدوا للعمل في الملحقية. وذلك يؤكد ان عهدا جديدا من العمل الجاد يتم إنجازه حاليا إعتمادا، على الله سبحانه وتعالى، ثم على قيادات أكاديمية وإدارية واعية ومختصة وإشراف طلابي متميز بالخبرة ودقة العمل وإدارة شاملة تفهم مقتضيات العمل وسرعة الإنجاز وتتفاعل بسهولة ويسر مع تطورات التقنية الإدارية الحديثة . * مساعد الملحق الثقافي للشؤون الدراسية الملحقية الثقافية السعودية بأمريكا