أشاد وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى بما أولاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من اهتمام كبير متواصل بقطاع التعليم العالي. جاء ذلك في مقال للدكتور الموسى بمناسبة ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين كتب فيه:- تعيش المملكة العربية السعودية هذه الأيام فرحة كبرى بالاحتفال الرابع بذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – الموافق يوم الجمعة الموافق 26/ 6 / 1430ه. لقد حفل عهد خادم الحرمين الشريفين المبارك بالاستمرار في ميادين المنافسة العالمية في جميع المجالات الصناعية والتجارية والعلمية، والتعليمية. وفي جانب التعليم العالي فقد أولى الملك المفدى – رعاه الله – قطاع التعليم العالي اهتماماً يتناسب وأهمية هذا القطاع، حيث بدأ ذلك الاهتمام بالإعلان عن إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وما تلا ذلك من رصد ميزانيات ضخمة لصالح وزارة التعليم العالي، حيث سعت الوزارة للقيام بإنجازات متسارعة لتحقيق أهدافها المرسومة بالتوسع الكمي والانتشار الجغرافي في مؤسسات التعليم الجامعي. وقد تم زيادة الجامعات من إحدى عشرة جامعة عام 1425ه ليصل عدد الجامعات الحكومية في المملكة إلى أكثر من عشرين جامعة موزعة على المناطق الجغرافية في المملكة، مما أدى إلى قبول ما يزيد على 90 بالمائة من خريجي المرحلة الثانوية لهذا العام الجامعي 1429 / 1430ه، في تخصصات تتواكب مع احتياجات خطط التنمية وسوق العمل. وفي ميدان الابتعاث الخارجي للطلاب فقد بدأ خادم الحرمين الشريفين عهده الميمون عام 1426ه بالإعلان عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بتكلفة قدرها سبعة مليارات ريال، يشتمل على خمس مراحل في كل عام مرحلة، حيث انطلقت المرحلة الأولى من البرنامج عام 1426ه تحمل طلائع المبتعثين الجدد وعددهم (7452) طالباً وطالبة ووجهتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم تضاعف عدد المبتعثين مرات عديدة بلغ حتى هذا اليوم أكثر من ستين ألف مبتعث ومبتعثة يشكل المبتعثون على برنامج خادم الحرمين الشريفين 80 بالمائة منهم والبقية على حساب الجهات الحكومية والأهلية، وبعد أن كانت أمريكا هي الدولة الوحيدة للابتعاث ارتفع العدد حتى الآن إلى ست وعشرين دولة من الدول المرموقة مثل كندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وبريطانيا، وفرنسا، واليابان، والصين، والهند، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية. كما تم اختيار تخصصات محددة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين من التخصصات التي تحتاجها خطط التنمية وسوق العمل للحصول على درجات البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه، والزمالة في الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والتمريض والهندسة والحاسب الآلي والمحاسبة والقانون، وكذلك للطلاب الحاصلين على الدبلومات لإكمال دراسة البكالوريوس. ويخدم هذا العدد الكبير من المبتعثين عدد من الملحقيات الثقافية في الخارج كان عددها حين بداية الابتعاث عام 1426ه ثلاث عشرة ملحقية مستقلة ارتفع عددها الآن، حيث وصلت في عام 1430ه إلى ثلاث وثلاثين ملحقية منتشرة في أقطار العالم لتخدم الطلاب ومرافقيهم وعوائلهم. وكان للدعم المتواصل في الدولة للمبتعثين الذي كان آخره تكرم خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – بزيادة مكافأة المبتعثين 50 في المائة كان ذلك دافعاً لبعض المبتعثين للإبداع والتميز، حيث سجلت العديد من الإنجازات وجوائز التميز وبراءات الاختراع لعدد من الطلاب المبتعثين السعوديين في دول متفرقة. وفي حين نحتفل بالذكرى الرابعة للبيعة فقد بدأ غرس خادم الحرمين الشريفين يؤتي ثماره؛ حيث بدأت قوافل الخريجين من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي تعود مسلحة بالعلم والمعرفة، والمهارة، والثقافة والحضارة، فقد احتفلت الملحقية الثقافية السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية العام الماضي 1429ه بتخريج أول دفعة من هذا البرنامج، كما احتفلت ملحقيات أخرى هذا العام بتخريج دفعاتها الأولى من البرنامج مثل بريطانيا، ونحن نستعد الآن للاحتفال الثاني من الملحقية في أمريكيا، والاحتفالات الأولى بالخريجين في عدد من الدول الأخرى، لنستقبل هؤلاء الطلاب ليسهموا في عجلة التنمية المتطورة للمملكة. إن خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – هو صاحب فكرة الابتعاث ومهندسها وهو راعيها والداعم لمواكب المبتعثين حيث استمرت بدعمه – حفظه الله – مواكب المبتعثين تنهل من كل علم وفن حيث وصل طلاب المملكة إلى أقاصي الدنيا طلباً للعلم والمعرفة. وقد خاطب خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – المبتعثين في أحد لقاءاته قائلاً: (أنتم تمثلون وطنكم وأرجوكم الهدوء والسكينة والصبر على ما تجدونه من أي إنسان، والكلمة الطيبة تأخذ الحق البين، فاصبروا من أجل دينكم ووطنكم فأنتم تمثلون الكل) وهذه الكلمات الأبوية من خادم الحرمين الشريفين شملت كل توصيات الحكماء لأبنائهم وتلاميذهم فقد أوصى أبناءه المبتعثين بالهدوء والسكينة والصبر، أوصاهم بالكلمة الطيبة وبين أنها تأخذ الحق البين، وأوصاهم بالاهتمام بدينهم ووطنهم وذكرهم أنهم لا يمثلون أنفسهم فقط بل يمثلون قبل ذلك وبعده وطنهم المملكة العربية السعودية. وقد كان يتولى تحقيق كل هذه الإنجازات ويوجهها التوجيه السليم معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري؛ الذي نذر جهده ووقته لخدمة أبناء وشباب هذا الوطن الخير. إن أسرة التعليم العالي وهي تحتفل بيوم البيعة الرابع لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – تجدد شكرها وحمدها للعلي القدير على هذه النعم التي حباها بلادنا الخيرة؛ كما يسعدها أن تبتهج بالاحتفاء بيوم البيعة؛ وتجدد فيه الولاء لقادة البلاد وتؤكد وقوفها صفاً واحداً في سبيل خدمة الوطن وأبنائه، وتدرك أنها تشاطر مؤسسات المجتمع الأخرى في الحفاظ على أمن هذا الوطن المعطاء.