اتهم حزب الله أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالانحياز الى اسرائيل وبتقاطع مواقفه مع مواقف الولاياتالمتحدة الاميركية. وكان الحزب يعلق في بيان له امس على تقرير الأمين العام للامم المتحدة الدوري حول تنفيذ قرار أممي يتعلق بلبنان. واشار الحزب الى ان ما استوقفه في التقرير الفقرة المتعلّقة بالشكوى التي تقدّم بها لبنان إلى الأممالمتحدة حول شبكات التجسّس الإسرائيلية التي تم اكتشافها خلال الأشهر الماضية على يد الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية، «حيث لم نجد في الفقرة المشار إليها ما يعكس خطورة هذا الانتهاك الإسرائيلي الذي يُعدّ تهديداً للأمن والاستقرار على الساحة اللبنانية واعتداء متواصلاً على سيادة وطننا». وكانت الخارجية اللبنانية انتقدت ايضا تقرير بان وخاصة الفقرة المتعلقة بشبكات التجسس. وقال الحزب «إن ما توافر من معطيات في هذا الملف يشكّل مادة كافية يمكن البناء عليها لإدانة إسرائيل وتوجيه الاتهام الواضح إليها بالاعتداء على سيادة لبنان وأمنه واستقراره». واردف يقول ان إسرائيل «من خلال أعمالها التجسّسية في لبنان وما تبنيه من شبكات عميلة ليست مسؤولة فقط عن الجرائم والاعتداءات التي نفذتها إبان حرب تموز/ يوليو عام 2006 وما سبقها من حروب واعتداءات بل هي مشتبه به رئيسي في الكثير من الجرائم التي وقعت ضد أمن لبنان الداخلي والتي شكّلت سبباً لحصول اضطرابات وفوضى هدّدت الاستقرار السياسي برمته.» وقال الحزب إنه كان يأمل في أن «يأتي تقرير الأمين العام معبّراً وبشكل أوضح عن خطورة هذه الأعمال الإسرائيلية وما تشكّله من خرق وتهديد لأمن لبنان وسيادته وأن لا تأتي الفقرة خجولة ومربكة بحيث لا تعبّر عن الواقع ولا توصّف مخاطر هذه الأعمال». وقال «هذا ما يجعلنا نرى مرة جديدة الانحياز السافر الذي تتصف به مواقف وقراءات الأمين العام ومجلس الأمن الدولي إلى جانب العدو الإسرائيلي، وكأن وظيفتهم تأمين التغطية والتبرير للجرائم الصهيونية المتنقلة بدل أن يقفوا إلى جانب الشعوب المظلومة والمعتدى عليها». واردف قائلا «لقد كان حرياً بالأمين العام أن يندّد بالتصرفات الإسرائيلية ويدينها، وأن يحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وعن كل النتائج التي تترتّب عليها.» واشار الى ان مواقف الأمين العام للأمم المتحدة» تتقاطع تماماً مع المواقف الأميركية الظالمة والمنحازة، فها هو (مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري) فيلتمان يرى في سلاح المقاومة تهديداً للبنان، ويغفل الحقيقة التي يعرفها شعب لبنان الأبي في دور المقاومة التي دافعت عن الأرض والشعب.. وحطمت آمال الوصاية الأمريكية والهمجية الصهيونية.» على صعيد أخر اعلن الجيش اللبناني أمس انه اوقف 21 شخصا كانوا شاركوا في المواجهة المسلحة التي جرت مساء الاحد الماضي في احد احياء بيروت السكنية واسفرت عن مقتل امراة. وقال الجيش في بيان «تم توقيف جميع المشاركين في أعمال الشغب وإطلاق النار التي حصلت في منطقة عائشة بكار وأدت إلى سقوط ضحايا بين قتيل وجريح وخسائر مادية في الممتلكات، وقد بلغ عدد الموقوفين 21 شخصا». واندلعت مواجهة مسلحة في عائشة بكار بين انصار حركة امل (من الاقلية النيابية) وانصار تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري (من الاكثرية النيابية) اسفرت عن مقتل زينة ميري في الثلاثين من عمرها وهي ام لخمسة اطفال اضافة الى جريحين. وتوقفت المواجهة بعد نحو ساعة اثر تدخل الجيش الذي حذر في بيان المسلحين بانه سيطلق النار عليهم مؤكدا ان «لا مظلة سياسية فوق احد». ووقعت الاشتباكات عشية الاستشارات النيابية التي اجراها الحريري الاثنين لتشكيل حكومة جديدة وسط تباين ظاهر في وجهات النظر بين الافرقاء السياسيين. وشهدت بيروت عمليات اطلاق نار في الهواء ابتهاجا اثر تكليف الحريري تشكيل الحكومة واثر تجديد انتخاب نبيه بري لرئاسة البرلمان، ما ادى الى توتر الاجواء بين انصار الفريقين. وفازت «قوى 14 اذار» التي تحظى بدعم عواصم غربية وعربية وينتمي اليها الحريري، ب71 مقعدا من 128 في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من حزيران/ يونيو، مقابل 57 مقعدا ل «قوى 8 اذار» التي تحظى بدعم سوريا وايران.