شكّل الاحتفال باليوم الوطني للسياحة فرصة جديدة لتقييم مردودية القطاع السياحي الذي يعد أحد أهم روافد الاقتصاد التونسي خاصة في هذا الظرف الاقتصادي العالمي الصعب الذي اتسم بضغوطات عدة من جراء تبعات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وتبين الإحصائيات أنه بالرغم من ذلك فإن السياحة التونسية تمكنت خلال سنة 2008 من تسجيل نتائج متميزة لأهم المؤشرات السياحية حيث بلغت المداخيل 4ر3 م د أي بزيادة 1ر9 بالمائة. كما بلغ عدد الليالي المقضاة 38 مليون ليلة وعدد الوافدون 7 ملايين محققا زيادة بنسبة 2ر4 بالمائة. وأن الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية 2009 التي ألقت فيها الأزمة المالية العالمية بظلالها على القطاع السياحي بوضوح تمكنت فيها تونس من تحقيق نتائج ملموسة حيث بلغ عدد الوافدين 248ر2 مليون سائح. ولمزيد تحسين مردودية هذا القطاع الذي يساهم ب 6 بالمائة في الناتج المحلي الخام وتمثل الاستثمارات فيه 4ر5 بالمائة من جملة الاستثمارات المحققة خلال العشرية الأخيرة والذي يساهم أيضا بأكثر من 10 بالمائة من مداخيل العملة الصعبة ويغطي عجز الميزان التجارى بنسبة 65 بالمائة الى جانب توفير حوالي 400 الف موطن شغل مباشر وغير مباشر فضلا عن مساهمته بدرجة هامة في تطوير عديد القطاعات الاخرى كالنقل والمواصلات والصناعات التقليدية وتطوير البنية الاساسية.. تم إقرار عدة إجراءات منها تخصيص ميزانية اضافية للقيام بعمليات ترويجية واسعة النطاق تستهدف سواء الأسواق التقليدية أو الأسواق الواعدة الجديدة الى جانب القيام بدراسة إستراتيجية حول تنمية القطاع في افق سنة 2016 تعتمد استشارة موسعة لأهل المهنة والاختصاص لدفع وترسيخ قدم هذا القطاع على درب التميز ومزيد التطور حتي يؤدي دوره في معاضدة ودفع عجلة التنمية الشاملة وخلق فرص الشغل وتنشيط الحركة الاقتصادية بصورة عامة.ومن محاور هذه الخطة اثراء وتنويع المنتوج السياحي واعطاء الوجهة التونسية القدرة على المنافسة وتدعيم حصتها في الاسواق السياحية العالمية وتمديد الموسم السياحي واستقطاب نوعية خاصة من السياح من ذوى الدخل المرتفع لذلك تم التركيز على تطوير العديد من المنتوجات الجديدة على غرار السياحة الصحراوية (11000 سرير) سياحة الصولجان (10 ملاعب قولف) السياحة الثقافية والبيئية لتوفرها على مقومات قابلة للتثمين. احتفال تونس باليوم الوطني للسياحة كان من بين مواكبيه الأمين العام الجديد للمنظمة العالمية للسياحة طالب الرفاعي الذي أكد في ندوة صحفية عقدها بالمناسبة أن قطاع السياحة في تونس هو قصة نجاح يجب أن تحتضن وأن تدفع إلى الأمام...مبينا توفق تونس برغم الأزمة العالمية التي يعيشها القطاع السياحي في الحفاظ على مكانتها كوجهة سياحية متميزة وتحقيقها معدلات نمو إيجابية بالمقارنة مع غيرها من بلدان العالم بصفة عامة وفي بلدان الحوض المتوسطي بالخصوص.