تعد الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل مهمة جداً من حيث تشكيل شخصيته وتنمية قدراته واستعداده للتعلم، ويتوقف ذلك على مدى وعي الأسرة ومستواها التعليمي. ويعتبر برنامج التثقيف المنزلي للأم والطفل الذي تقوم جمعية النهضة النسائية بتطبيقه ناجحا بعد إبرام اتفاقية بين (موسيب البحرين وتركيا). (الرياض) من خلال هذا التحقيق توقفت مع عدد من الأمهات اللاتي استفدن من ذلك البرنامج. في البداية، أكدت هيا العلي على أنها استفادت كثيراً من محاضرات برنامج التثقيف المنزلي للأم والطفل، وأن أطفالها استفادوا عن طريق الرسم والألوان وقراءة القصص التي تحتوي على الكثير من المعلومات المفيدة، منوهة بعدم اهتمامها بأطفالها قبل التحاقها بالبرنامج، وأنها كانت تتعامل معهم بأسلوب الضرب. من جهتها بينت نورة الحربي أن قرار التحاقها بالبرنامج تم عندما سمعت عنه من إحدى الأمهات الملتحقات فيه، مؤكدة على أنها أصبحت امرأة أخرى، وأنها استطاعت أن تتخلص من العصبية وعدم الاستماع لرأي زوجها وأبنائها. وقالت: «أصبحت لديَّ القدرة على حل مشاكلي دون تدخل الآخرين، مشيرة إلى أن المحاضرات المتعلقة بكيفية التعامل مع المراهقين هي الأكثر تأثيراً عليها، خصوصاً وأن أغلب أبنائها في هذه السن، معربة عن عظيم شكرها لجميع القائمين على هذا البرنامج». من جانبها تمنت سارة السبيعي الاشتراك في البرنامج مرة أخرى بسبب المحاضرات المتنوعة والزيارات المنزلية التي تقوم بها الاخصائيات والنصائح التي يقدمنها لهم. وقالت: «على الرغم من عدم إكمال تعليمي إلا أنني استفدت كثيراً من ذلك البرنامج في طريقة التربية الحديثة مع أبنائي وكيفية مواجهة المشاكل بدوري بتعليم الأمهات من أقاربي وجيراني ليكن أمهات واعيات». آراء الأبناء يقول محمد الحربي: في المرحلة المتوسطة «لقد تغيرت والدتي في طريقة تعاملها معي فكانت دائماً كثيرة الصراخ والضرب ولا تريد إلا أن ننفذ ما تقوله ولكن أصبحت الآن حنونة متفهمة تهتم برأيي كثيراً حتى أصبحت أقول لها أسراري دون خوف وأطلب رأيها وأقوم بتنفيذه دون تردد». مريم السبيعي أكدت على أن والدتها في السابق كانت لا تهتم إلا بالزيارات المتبادلة مع الجيران والأقارب، وأنها ألقت عليها مسؤولية الاهتمام بأعمال المنزل مع المذاكرة لاخوتها، مشيرة إلى أنها أصبحت تعتني بشؤون منزلها وأبنائها وتقدر رأيها وتحترمه بعد التحاقها بالبرنامج. نبذة عن البرنامج: وأوضحت الجوهرة العجاجي المشرفة على البرنامج أنه بعد نجاح برنامج التثقيف المنزلي للأم والطفل في تركيا والبحرين تم تطبيقه في السعودية عن طريق جمعية الملك عبدالعزيز بالقصيم ثم جمعية النهضة النسائية الخيرية ومدة البرنامج (25) أسبوعاً حيث تجتمع الأمهات مرة واحدة في الأسبوع في الفترة المسائية لمدة ساعتين ساعة لدعم الأم وتثقيفها حيث يتم التركيز على مواضيع تتعلق بنمو الطفل والصحة والتغذية وغيرها، أما الساعة الثانية فيقوم خلالها فريق من المدرسات بتدريب الأم لاستخدام برنامج التدريب على الإدراك مع طفلها في المنزل ويتم تزويد الأم كل أسبوع بالقصص والكتيبات والوسائل التعليمية لتعليم طفلها. وبينت أن فريق المدرسات يقوم بزيارة منزلية لا تتجاوز (15) دقيقة على فترات متفاوتة للتأكد من تنفيذ البرنامج والمساعدة على حل المشاكل التي تواجهها الأم مع الطفل، مشيرة إلى أن هناك شروطاً للالتحاق بالبرنامج وهي أن تمتلك الأم الرغبة الجادة والالتزام في تطوير نفسها وأن يكون لديها طفل عمره خمس سنوات. ونوهت بأن جمعية النهضة النسائية الخيرية توفر حقيبة يدوية وملفاً يحتوي على ملزمة من الأوراق ومقلمة تحتوي على قلم رصاص وألوان وأشكال هندسية شفافة بألوان مختلفة تقدم أسبوعياً و(8) قصص ووجبة خفيفة عبارة عن فواكه ولبن وحليب وأيضاً تقوم الجمعية بعمل رحلات ترفيهية للأمهات وأطفالهن الملتحقين بالبرنامج.