يثق الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أن الأوضاع الأمنية كافية لبدء انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية الأسبوع المقبل ، إلا انه في الوقت نفسه لا يزال أقل قناعة بالقيادة العراقية. وخلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الأول، قال أوباما إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يحتاج إلى تحقيق المزيد من التقدم على الجبهة السياسية من خلال حل القضايا محل الخلاف بين الجماعات الدينية والعرقية العراقية. وقال أوباما "إنني لم أشهد الكثير من التقدم السياسي في العراق ومفاوضات بين السنة والشيعة والأكراد كما كنت أود". ولا تزال الحكومة العراقية تكافح من أجل التغلب على الخلافات حول كيفية المشاركة في عائدات النفط ومدى حجم السلطة التي يجب أن تشارك فيها بغداد حكومات الإقاليم وهي موضوعات تعتبر أساسية لتخفيف التوتر بين الجماعات. وقال أوباما "إن التحدي الأكبر حاليا سيكون أقل وهو تلك الهجمات التي تقوم بها فلول القاعدة في العراق أو الجماعات المتمردة الأخرى وسيكون التحدي الأكبر هل يستطيع الشيعة والسنة والأكراد حل بعض من تلك المشاكل السياسية الكبرى؟". ويذكر أن الرئيس السابق جورج بوش والمالكي قد توصلا إلى اتفاق العام الماضي يدعو إلى انسحاب القوات الأمريكية من المدن والبلدات يوم الثلاثاء المقبل مما يثير تساؤلات عن ما إذا كانت القوات العراقية قادرة على تولي المهمة. من جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر جميع العراقيين الى الوقوف مع الاجهزة الامنية في المرحلة المقبلة. وقال بيان صادر عنه، تسلمت (الرياض) نسخه منه، امس السبت، ان "المرحلة المقبلة هي مرحلة المقاومة السياسية ". واضاف الصدر "ادعو اخوتي الاحبة ان يقفوا مع القوات الامنية للحفاظ على مدينتهم وامنها وسلامتها من كل ارهاب". الى ذلك، اكدت وزارة الداخلية العراقية ان القوات الامنية العراقية "ستحقق الامن في المدن التي انسحبت منها القوات الأميركية". واشارت الى "وجود اجراءات امنية مشددة تسبق هذا اليوم والايام الاخرى"، وان "هناك مايقارب من مليون عنصر امني سيوضعون في حالة التأهب القصوى لمواجهة اي احتمالات"، مؤكدة ان "القوى المعارضة التي كانت تدعي مقاومة القوات الاجنبية عليها الآن الوقوف الى جانب الشعب العراقي ورمي السلاح بعد انسحاب تلك القوات من المدن العراقية في بداية للانسحاب الكامل من العراق". واضافت ان "القيام بالهجمات ضد ابناء الشعب العراقي دليل على ان تلك القوى لاترغب بانسحاب الامريكان من العراق". كما قال المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل للصحفيين يوم الأربعاء إن القوات الأمريكية لن تنسحب كلها. وقال إن بعضها سيبقى فى الخلف لتقديم المساعدة. وقال موريل " إننا بسبيلنا للقيام ببعض المهام التكميلية ، وإن كان بأعداد أصغر للغاية ، للقوات التى ستظل في المدن والبلدات العراقية للقيام بدور استشاري وتقديم المساعدة". وكانت بغداد ومدن عراقية أخرى تعرضت لسلسلة من التفجيرات في الأسبوع الماضي مما أثار الدهشة قبيل إتمام الإنسحاب. وشهد العراقيون إنفجارين هائلين مؤخرا. وقتل ما لا يقل عن 62 شخصا وأصيب أكثر من 150 في تفجير بأحد أسواق بغداد يوم الأربعاء كما قتل 20 شخصا في تفجير وقع في كركوك يوم 20 حزيران/يونيو. وقال موريل إن القاعدة والمتمردين الأخرين يحاولون تنفيذ هجمات تلفت الأنظار قبل الإنسحاب وهو التكتيك الذي أستخدمه الإرهابيون بنفس النمط قبل التواريخ الهامة.