في صباح يوم الاربعاء الموافق 4/5/1430ه فجعت بخبر أليم ومصيبة كبيرة أثرت في النفس كثيراً وسببت حزناً عميقاً وهو فقد رجل طالما عمر المسجد والمحراب وطالما فتح بيت الله ليرفع فيه صوت الحق والنداء وينادي لصلاة كل وقت بحرص والتزام وطالما تلجلج لسانه بذكر الله عز وجل وانهمرت عيناه من الدموع خشية الله، أحبه الصغير والكبير لحسن خلقه وطيبة قلبه ولين جانبه وسماحته وهذا ان شاء الله دليل واضح لمحبة الله عز وجل لهذا الرجل الذي وادع هذه الحياة الفانية بعد عمر مديد في طاعة ربه وملازمة بيوت الله انه الرجل التقي الصالح نحسبه كذلك والله حسيبه. الشيخ سعد بن عبدالله بن تويم (رحمه الله) رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته حيث عاش معظم حياته في بلدة الحريق التي هي مسقط رأسه متنقلا فيها بين شعابها طلبا للرزق، عمل بالاحتطاب ورعى الإبل ثم حفر الآبار قبل الآلات الحديثة عمل فترة طويلة بالزراعة عمل جمالاً بنقل الحطب من الحريق للرياض، وذلك في بداية حياته بحثا عن لقمة العيش. وقد واجه رحمه الله في بداية عمره مصيبة كبيرة وهي موت عائلته كاملة وهي التي تتكون من ثلاثة أطفال وزوجته وهو آنذاك يعمل بالرياض، وقد رثاهم بقصيدة مؤثرة صبر رحمه الله واحتسب للأجر والثواب عند الله وأعاضه الله بزوجة أخرى وأولاد وبنات نسأل الله أن يبارك فيهم، وقد كان رحمه الله من شعراء الحريق البارزين في النظم والرد له قصائد في بعض شعابها وموارد الماء والأودية المشهورة والجبال تردد مع أهالي الحريق حتى الآن. اقتفى أثر والده الشاعر الكبير المشهور عبدالله بن تويم. عرف عنه الغزارة في الشعر وكان محل الاستشهاد في المثل. وكان رحمه الله من الذين يرون شهر شعبان ورمضان وذي الحجة سنوات طويلة وبعد هذه الحياة المليئة بالذكريات لفقيدنا الغالي انتقل للرياض لظروف المعيشة مع أولاده وعاش في الرياض أكثر من عشرين عاماً قضاها في خدمة بيت الله وملازمة المسجد. كان مؤذنا في مسجد بالشفاء وقد فاجأه المرض وهو ينادي لصلاة الفجر مرددا الله أكبر (احدى عشرة مرة) ولم يكمل الأذان وحمل على اثر ذلك الى المستشفى وبقي فترة قصيرة وهو فاقد الوعي حتى وفاه الله عز وجل واسلم الروح الى بارئها ووري جثمانه الثرى في مقبرة المنصورية بعد حياة حافلة بالخير قضاها في عبادة الله وطاعته رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة وجمعنا في دار كرامته في مقعد صدق عند مليك مقتدر، اللهم آمين. إمام وخطيب جامع والدة الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف