جلطة القلب والدماغ * سالم من الكويت.... والدي عمره سبعون سنة ومصاب بالضغط والسكري وأدخل المستشفى بجلطة دماغية حادة سببت له شللا نصفيا في جانبه الايمن وقيل لي بعد يومين ان لديه جلطة قلبية ايضا فما الفرق بين الجلطة القلبية والجلطة الدماغية وهل يمكن ان يحدثا معا وكيف يمكن التفريق بينهما؟ - الجلطة الدماغية الحادة من الممكن ان تؤثر على القلب بعدة طرق سواء في اداء العضلة أو تغيير في نبضات القلب أو فشل القلب الحاد أو جلطة في القلب وخصوصا اذا كانت الجلطة كبيرة في الدماغ..... وقد تسبق جلطة القلب جلطة الدماغ أو تحدث معها أو تحدث بعدها في حالات (سيناريوهات) طبية مختلفة , فمن الممكن ان يصاب المريض بجلطة قلب امامية - سواء احس بها المريض ام لم يحس بها كما في كبار السن ومرضى السكري- ويحصل لديه مضاعفات بتخثر الدم على الجدار الامامي وبالتالي من الممكن ان ينتقل هذا التخثر إلى الدماغ ويصيب المريض بالجلطة الدماغية (فقدان القدرة على الكلام أو فقدان الحركة في جزء معين من الجسم ) وقد تحصل تلك المضاعفات خلال وجود المريض بالمستشفى أو بعد خروجه فقد وجد ان حوالي 2.5% من مرضى جلطات القلب يصابون خلال 6 اشهر بجلطات دماغية وبالذات في كبار السن (اكبر من 75 سنة) ومن لديهم عدم انتظام في نبضات القلب (وبالذات الاذينية) او من لايتحكمون في العوامل المسببة للجلطات مثل مرض السكري ومرض ارتفاع الضغط المزمن ...الخ, وتكمن اهمية حدوث الحالتين معا انه تزداد احتمالية وفاة المريض داخل المستشفى إلى خمسة اضعاف (حوالي 60 %) احتمالية وفاة المرضى المصابين بجلطات القلب لوحدها وهي غالبا في حدود (12 %) . ومن الممكن ان يصاب المريض بجلطة دماغية حادة وعادة ما تكون كبيرة في حجمها ونتيجة لذلك فهي تسبب ضعفا في عضلة القلب واختلالا في نبضات القلب وقد تسبب توقف القلب نهائيا فتؤدي إلى وفاة المريض مباشرة. ومن الممكن ايضا ان تحدث جلطة القلب متأخرة بعد جلطة الدماغ وذلك لأن العوامل التي تسبب كلا المرضين مشتركة فهي ارتفاع الضغط المزمن والسكري والتدخين وارتفاع الكلسترول والتاريخ العائلي لامراض الشرايين سواء في القلب ام في الدماغ. يرفض علاج الضغط * علي من الدمام.... والدي مصاب بارتفاع الضغط المزمن وعلى الرغم من نصح الطبيب وابنائه له بأخذ الدواء الا أنه يصر على انه ليس لديه ضغط ولايحتاج إلى دواء, فبماذا تنصحوننا؟ - هناك مجموعة معينة من المرضى يجدون صعوبة في قبول تشخيص ارتفاع مرض الضغط واخذ العلاج له وهذا يعتمد على عمر المريض (كبار السن مثلا) وثقافة المريض الصحية عموما. وهم في الغالب يعللون ذلك بأنه ليس لديهم اعراض يشتكون منها وانهم يقيسون ضغطهم في بعض الأحيان ويجدونه طبيعيا. وننصحك بما يلي: - ان تشرح للمريض وتبين له ان الضغط يسمى «القاتل الصامت» فهو لا يسبب اعراضا الا عندما يفتك بضحيته بجلطات الدماغ أو فشل القلب أو الكلى - اعاذكم الله منها - وعند ذلك يكون العلاج متأخرا وفائدته محدودة , ومن المفيد ان تذكر لذلك المريض ان الوقاية افضل بكثير من العلاج. - ان تشرح له ان مرض ارتفاع الضغط المزمن لا يستوجب ان تكون جميع قراءات الضغط مرتفعة في جميع الاحوال وهذا مفهوم خاطئ منتشر عند عامة الناس. فالضغط متذبذب ويختلف من وقت لاخر (ليلا ونهارا) ومن جهد بدني لآخر ومن حالة نفسية إلى أخرى وحتى نوعية الاكل تؤثر في قياس الضغط , ولكن ما يهم الطبيب هو نسبة الاوقات التي يكون فيها مرتفعا خلال 24 ساعة ليلا أو نهارا (اكثر أو اقل 25 %) . - مراقبة ضغط المريض صباحا ومساء... والاستمرار في محاولة اقناعه بأخذ الدواء وعدم اليأس فقد رأيت بعض المرضى يتأخر في أخذ الدواء إلى ثلاثة اشهر من تشخيصه المبدئي وذلك لتردده في أخذ الدواء. والفائدة الأخرى من متابعة الضغط هو عدم التأخر في اخذه إلى المستشفى عند ارتفاع الضغط الحاد فمثلا اذا وصل الانقباضي إلى اكثرمن 180 أو الانبساطي إلى اكثر من 100 أو احساسه بدوخة في الرأس أو تشويش ذهني أو الم في الصدر أو ضيقة في التنفس أو خمول عام أو اغماء أو اعراض جلطة دماغية مثل فقدان القدرة على تحريك جزء معين من الجسم أو التلعثم في الكلام. - نصح المريض بالابتعاد عن الاملاح وتخفيف الوزن وعدم الجهد البدني أو النفسي وهناك بعض المرضى يصابون بجلطات الدماغ الحادة اثناء أو بعد المعاشرة الزوجية مباشرة وذلك لعدم تحكمهم بالضغط أو عدم اخذهم لادوية الضغط نهائيا. - واخيرا يجب ان يحترم الطبيب وابناء المريض قرار المريض في اخذ أو عدم أخذ الدواء اذا تأكد لديهم انه بكامل وعيه وأنه يعرف بالتفصيل مخاطر وتبعات قراره في عدم اخذه الدواء وانه بذلك القرار لايتعداه الضرر إلى غيره من الناس فهذا مبدأ مهم في أخلاقيات مهنة الطب.