أتشرف بهذه المناسبة الوطنية العزيزة أن أرفع لمقام حضرة خادم الحرمين الشريفين أسمى آيات التهاني والتبريكات سائلا الله عز وجل أن يطيل في عمره ويديم عليه الصحة والعافية. وأهنئ الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية بهذه المناسبة. لقد شهدت المملكة في هذا العهد الميمون تطورا حضاريا وتنمويا وفكريا مع المحافظة على الثوابت الإسلامية استكمالاً لنهج الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- يرحمه الله- في صياغة نهضتها الحضارية والموازنة بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية، واستمر العطاء وازداد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله -وتحققت العديد من الأهداف التنموية الهامة وتضاعفت أعداد جامعات المملكة من ثمان جامعات الى أكثر من عشرين جامعة واستمر افتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات وتضاعف اعداد المبتعثين السعوديين عدة مرات الى الخارج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين حيث وصل الى ستين ألف مبتعث ومبتعثة، وتم انشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والعديد من المدن الاقتصادية منها: مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية في المدينةالمنورة الى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض، وتكللت هذه الجهود المتميزة بالنجاح في الوصول الى الأهداف المرسومة قبل سقفها الزمني المقرر لتشكل دافعا للمواطن السعودي الكريم في الاستفادة منها وزيادة مهاراته بالعلم والتدريب وقد امر -حفظه الله- في اطار برنامجه للابتعاث العديد من الطلبة والطالبات لتشكيل البيئة الهامة لهذه الصروح العلمية والعملية، وتمكن -حفظه الله- بحكمته وحنكته القيادية الفذة من تعزيز دور المملكة في الشأن الاقليمي والعالمي سياسيا واقتصاديا وتجاريا وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والاسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته، وكانت لمبادرة مقامه الكريم في حوار الأديان صدى كبير على المستوى العالمي الذي اظهر مدى تسامح الدين الاسلامي وتعايشه مع كافة الأديان والمعتقدات لشعوب العالم. ويواصل -حفظه الله- مع إخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي السعي بعد الانتهاء من دخول المواطنين في معظم بلدان الخليج بالبطاقة الشخصية وصولا لتوقيع العملة الخليجية الموحدة لرفاه شعوب منطقة الخليج العربي عبر مجلس التعاون الخليجي، ولا تزال معطياته -حفظه الله- مستمرة ولم تقف عند ما تم تحقيقه من منجزات شاملة فهو ايده الله يواصل من خلال مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه. كذلك في السعي من خلال المنظمات الاقليمية والدولية في التماسك والوحدة وحل الخلافات وتنمية الحوار بين الأديان لما فيه صالح الإنسانية من هذا اكتسب ملك الانسانية. وفق الله خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وكذلك حفظ الله سمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز. * سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين