أتشرف - بمناسبة مرور ست سنوات من مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لتولي مقاليد الحكم ملكاً للمملكة العربية السعودية - أن أرفع لمقامه السامي الكريم ولمقام سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني أسمى آيات التهاني والتبريكات وللعائلة المالكة الكريمة سائلاً الله عز وجل أن يطيل في عمره ويديم عليه الصحة والعافية، واهنئ أيضاً الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية بهذه المناسبة والعهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين بعد مضي سنوات ست من توليه - حفظه الله - حيث شهدت المملكة تطوراً حضارياً وتنموياً وفكرياً مع المحافظة على الثوابت الإسلامية استكمالاً لنهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - في صياغة نهضتها الحضارية والموازنة بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين كان لمبادرة مقامه السامي الكريم في حوار الأديان صدى كبير على المستوى العالمي الذي أظهر مدى تسامح الدين الإسلامي وتعايشه مع كافة الأديان والمعتقدات لشعوب العالم من خلال السعي عبر المنظمات الاقليمية والدولية في السعي للتماسك والوحدة وحل الخلافات وتنمية الحوار بين الأديان لما فيه صالح الإنسانية، وركز على منهج الاعتدال والوسطية في محاربة الفئة الضالة التي أساءت للإسلام والمسلمين، وتمكن - حفظه الله - بحكمته وحنكته القيادية الفذة من تعزيز دور المملكة في الشأن الاقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قويا للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته، ويواصل - حفظه الله - مع اخوانه في دول الخليج العربي السعي لرفاه منطقة الخليج العربي عبر مجلس التعاون الخليجي وسعيه - حفظه الله - لإزالة ما قد يشوب العلاقات الخليجية - الخليجية والعربية - العربية وعلى الصعيد الإسلامي والدولي بمبادرات نجدها دائماً تحظى بالقبول الترحاب، ولاتزال معطياته - حفظه الله - مستمرة ولم تقف عند ما تم تحقيقه من منجزات شاملة فهو - أيده الله - يواصل من خلال مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار. وتعتبر هدية خادم الحرمين التي أعلن عنها في مملكة البحرين الشقيقة اثناء زيارته - حفظه الله - بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة وإعلانه بتقديم مبلغ مليار ريال لانشاء مدينة طبية تتبع لجامعة الخليج العربي استمراراً للدعم السعودي لهذه الجامعة، التي أرسى دعائمها أشقاؤه قادة مجلس التعاون الخليجي انطلاقاً من الدور الجليل للتعليم العالي والجامعي في تطوير المجتمع الخليجي وتوفير احتياجاته من المتخصصين والخبراء في شتى المجالات المهنية ذات الأهمية للمجتمع نحو مستقبل زاهر يكون أحد نتاجها خلق نوع من التلاحم الوجداني والوحدة الفكرية والتقدم العلمي لأفراد هذا المجتمع العزيز مما يحقق للمنطقة الخليجية الرقي الحضاري والنهضة التنموية في شتى المجالات. واستمراراً للعطاء في عهده داخلياً تحققت العديد من الأهداف التنموية المهمة وتضاعفت أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة، واستمر افتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، وتضاعفت أعداد المبتعثين السعوديين عدة مرات إلى الخارج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين، حيث بلغ العدد أكثر من ستين ألف مبتعث ومبتعثة، ومؤخراً تم افتتاح جامعة نورة بنت عبدالرحمن للبنات، وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والعديد من المدن الاقتصادية منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض، وتكللت هذه الجهود المتميزة بالنجاح في الوصول إلى الأهداف المرسومة قبل سقفها الزمني المقرر لتشكل دافعاً للمواطن السعودي الكريم في الاستفادة منها وزيادة مهاراته بالعلم لتشكيل البنية المهمة لهذه الصروح العلمية والعملية لهذا البلد وأبنائه، ومازال العطاء مستمراً، اسأل الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني والعائلة المالكة الكريمة وان يديم نعمة الأمن والاستقرار على ربوع الوطن الغالي. * سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين