سعدت المملكة العربية السعودية بمرور الذكرى الرابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بالحكم، وهي ذكرى عزيزة علينا، تجعلنا نستعيد شريط التاريخ المشرف لهذا القائد الباني، ونتباهى بالقدر الكبير من الإنجازات والرؤى العظيمة التي يرغب في تحقيقها. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يمثل ملكاً يسابق الزمن حقيقة، فهو قائد دعا إلى التطوير في شتى المجالات، ودعم جميع القطاعات الرئيسة في الدولة، للقيام بواجبها تجاه الوطن والمواطن، وأطلق عدداً من المقولات التي تمثل نبراسا للوزراء قبل الموظفين، وللكبير قبل الصغير، عندما قال مثلا: من نحن بدون المواطن؟ إن الملك عبدالله نموذج مثالي للحاكم العادل الذي غمر الناس بحبه وكرمه، وجعل الأفئدة تتجه نحوه، والعقول تفكر في آليات تنفيذ طموحاته. توجه الملك عبدالله نحو أبرز المفاصل الأساسية في الدول، وسعى لتطويرها، وبث الحياة فيها، وهذا يدل على بعد نظره، وأنه يسعى لنهضة شاملة، يحقق فيها الصغير قبل الكبير حلمه وطموحه في وطن يرفل بالخير والنماء. اتجه خادم الحرمين الشريفين نحو التعليم فطوره، ودعم التعليم العام بمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم (تطوير)، كما زاد عدد الجامعات السعودية إلى 21 جامعة، ودشن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي على مراحل خمس قابلة للزيادة، تسهم في تكوين الأستاذ الجامعي السعودي الذي سيعمل في تلك الجامعات وفي قطاعات الدولة والقطاع الخاص أيضا. كما دعم أساتذة الجامعات والأطباء والعسكريين وجميع موظفي الدولة بعدد من التغييرات في الكادر الوظيفي أو بدلات إضافية أو تحسينات للمستويات، فدخل على كل أسرة سعودية وجه من أوجه العطاء الذي يشهد له، ولم ينسَ برحمته وحنانه الفئات ذات الدخل المتدني في المجتمع، فزاد مخصصات الضمان الاجتماعي لهم، ودعم الصندوق الخيري الوطني لمكافحة الفقر. ومن جهة أخرى عني الملك عبدالله بالقطاع الصحي الذي يمثل أهمية بالغة في حياة المجتمع، فزاد عدد المستشفيات، ودعم برامج استقطاب الأطباء والقطاع الخاص، وعني بزيادة برامج العلاج خارج المملكة، ودشن عددا من المشروعات الصحية في مختلف مناطق المملكة، سعياً منه حفظه الله إلى تسهيل حصول المواطن على العلاج في أي محافظة كانت في المملكة. لقد كانت فلسفة خادم الحرمين الشريفين تتجه نحو النمو المتوازن في المملكة، ودعم مختلف القطاعات؛ لئلا يكون لأي مسؤول عذر أمام تنفيذ الخطط والاستراتيجيات، وكذلك تشجيع التخطيط الاستراتيجي لجميع الجهات الحكومية لتكون أعمالها مبنية على خطط ودراسات، تسهم في تقليل الهدر الناشئ عن الارتجالية في اتخاذ القرارات، وأسهم ذلك التوجه في تطوير عدد من الأنظمة واللوائح، وانتقال عدد من الصلاحيات والاختصاصات من جهة إلى أخرى وفق تنظيم شهد له الجميع بالصحة والسداد. إن المطلع على سجل الإنجازات والخبير برؤى خادم الحرمين الشريفين وتطلعاته يدرك أن الفترة كانت قصيرة، إلا أنها عظيمة، تدل على أن ملكنا عبدالله يسابق الزمن، ولا يرضى إلا بالأعلى لشعبه ووطنه.وفق الله قائدنا الباني إلى ما يحبه ويرضاه، وأعاننا على أن نحقق تطلعاته ورؤاه. * عميد معهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية بجامعة الإمام