هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – «فريق مملكة الإنسانية» بنجاح عملية فصل التوأم السيامي المغربي عزيزة وسعيدة ووالدي الطفلين متمنيا لهما الصحة والعافية وللشعب المغربي الشقيق، إذ واصل الفريق السعودي في عمليات فصل التوائم السيامية مسيرته الإنسانية عقب إعلانه أمس نجاح العملية ال 23 للسيامي المغربي بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض. ونجح فريق طبي وجراحي متعدد التخصصات الطبية الدقيقة برئاسة وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة من إنهاء مراحل العملية في زمن بلغ نحو (13) ساعة وعشرين دقيقة. ونقل وزير الصحة في مؤتمر صحفي حضره أعضاء الفريق الطبي والجراحي عقب العملية باسمه ونيابة عن زملائه أعضاء الفريق تهاني وتبريكات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو نائب رئيس الحرس الوطني وسمو أمير منطقة الرياض وسمو نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون العسكرية، مؤكداً أن ما تحقق من إنجاز هو للوطن وباسم الوطن فهي «مملكة الإنسانية» بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. وأعرب معاليه عن شكرة لمعالي الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي وزملائه منسوبي الشئون الصحية للحرس الوطني على الجهود التي بذلت في تجهيز الطفلتين للعملية. من جهة أخرى نوه سفير المملكة المغربية في الرياض عبدالكريم السمار الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على كل المستويات وبخاصة في المجال الانساني مؤكدا أن ما يقوم به «حفظه الله» ليس بمستغرب وإنها ليست المرة الأولى التي يأتي فيها سيامي مغربي الى المملكة للعلاج إلى جانب جهوده الإنسانية عربيا وإسلاميا ودوليا». وقال عقب حضور فصل التوام السيامي بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني: «ما أن سمع خادم الحرمين الشريفين بحالة السيامي المغربي حتى أصدر توجيهاته حفظه الله بنقلهما للمملكة وعلاجهما، لتكون هذه الحالة المغربية الثالثة وعكست تميز العلاقات الاخوية بين البلدين. وأضاف: «إن المغاربة تعودوا على مثل هذه المبادرات الإنسانية من خادم الحرمين الشريفين.. وهذه الوقفات حيث إنه دائما يقف الى جانب إخوانه المغاربة وان ذلك يؤكد متانة العلاقة بين المملكتين الشقيقتين». وعاد الربيعة الى القول إن تشريح قنوات الكبد والبنكرياس أخذت وقتا كبيرا جداً من مراحل العملية لتداخل تلك القنوات بعضها مع بعض غير أن هذه العملية أضافت الجديد لدى الفريق الجراحي وسوف تلخص التركيبة العلمية لتداخل هذه القنوات وستعرض في مؤتمرات وتجمعات طبية قادمة. وأوضح استشاري التخدير بمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني رئيس فريق التخدير في عملية فصل التوأم الدكتور محمد الجمال أنه تم استعمال نوعين من التخدير الأول التخدير النصفي الذي يوفر عدم الإحساس بالألم إطلاقاً ومن ثم يتم التخدير الكلي الذي يجعل التوأم في حالة قريبة جداً من النوم الطبيعي وهو يعطي أفضل النتائج ، وأن مرحلة التخدير مرت بعدة خطوات تمت جميعها ولله الحمد كما خطط لها وتم الانتهاء من عملية التخدير في وقت اقل من ما خطط له حيث كان من المتوقع أن تنتهي خلال ساعتين ونصف الساعة مضيفاً أن عملية التخدير تمت بناءً على الفحص الإكلينيكي والإشاعات والتحاليل التي أجريت للتوأم قبل العملية. وأوضح استشاري التخدير الدكتور نزار الزغيبي أن كمية الدم التي فقدت من الطفلة سعيدة بلغت نصف كمية الدم الموجود في جسدها في حين فقدت عزيزة خلال العملية حوالي 3 لترات من الدم. وبين استشاري جراحة الأطفال الدكتور عائض القحطاني أن هناك إلتصاقات في معظم الأمعاء في أكثر من 150 سم وقد تم فصلهما وتوزيع الجزءين فيما بينهما حسب كل حالة حيث تم تقسيم الأمعاء للطفلتين حيث كان نصيب الطفلة سعيدة متر واربعين سنتميتراً أما عزيزة فحصلت على متر وستين سنتميتراً من الأمعاء. فيما أكد استشاري جراحة التجميل الدكتور عبدالله الثنيان أن عملية إغلاق الجرح تمت بدون أي أجهزة مساعدة ولم تتم الاستعانة ببالونات لتوسعة الجلد. وقالت استشارية العناية المركزة للاطفال الدكتورة هالة عالم إن الطفلتين سيخضعان خلال الثلاثة أو الخمسة الأيام المقبلة إلى مراقبة مشددة وسيطرة على الألم والحفاظ على التنفس والتصدي لأي التهابات جرثومية في الجروح وذلك عن طريق إعطائهما المضادات الحيوية والأدوية اللازمة. الى ذلك رفع والدا الطفلتين السياميتين المغربيتين (عزيزة وسعيدة) أكف الضراعة الى الله عز وجل حمدا ودعيا أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأن يديم على المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا عزها وأمنها ويديمها ذخرا وسندا لكل عربي ومسلم ولكل إنسان. وقال والد الطفلتين عمر باعلي عقب انتهاء عملية فصل التوام السيامي في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض نشكر خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جزيل الشكر وندعو الله سبحانه ان يطيل عمره ويديم عليه الصحة والعافية ونشكره من القلب الخالص «مبديا فرحته الغامرة وغبطته بنجاح العملية. وأضاف: لقد غمرنا خادم الحرمين بمكرمته بعلاج ابنتيّ وأشكره الآن وأنا أراهما وقد تم فصلهما.. فمنذ وصولنا والجميع مهتم بنا». من جانبها رفعت والدة الطفلتين فاطمة أحمد شكرها لخادم الحرمين وقالت «أدعو ربي سبحانه أن يطيل في عمر هذا القائد الإنسان.. وإن فرحتي كبيرة بما رأيته من اهتمام منذ قدومنا الى المملكة وحتى اليوم هذا الذي أسعدنا وكان فيه فرحة غامرة بنجاح فصل ابنتي سعيدة وعزيزة على يد الجراح العالمي الدكتور عبدالله الربيعة والفريق الطبي الذي ساعده». وسألت المولى عز وجل لهذا البلد الكريم وأهله التوفيق والنجاح وان يجعل ذلك في موازين اعمالهم جميعاً، معبرة عن شعورها بالفرحة وهي ترى طفلتيها كل منهما في سرير على حدة.