وصف مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنها نعم تزداد وأياد جلت عن التعداد وولاية قادها ملك الإنسانية بحنكة وسداد. وقال في مناسبة ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين: من الأفراح التي تتوالى علينا في هذه البلاد المباركة الطاهرة المملكة العربية السعودية والمناسبات الوطنية التي تحمل أبعاداً مختلفة ودلالات مهمة وتشعرنا بنعم لا يمكننا حصرها ونعجز عن أداء حقها ما ننتظره في السادس والعشرين من الشهر السادس فقبل أربع سنوات عاش الشعب السعودي ملحمة من ملاحم الوفاء والألفة والاجتماع وصورة من صور التعاون والتماسك وقطع الطريق على من يريد بهذه الوحدة سوءاً إنها نعمة الانسيابية في انتقال الولاية والتسليم والرضا والالتفاف حول المليك المفدى فلم يكن مصابنا الجلل بفقد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - رحمة الأبرار وأسكنه الجنة وجزاه عنا خير الجزاء ليلهينا أو ليشغلنا عن مصالحنا الكبرى ووحدتنا الوطنية التي هي مضرب المثل ولم يكن هذا الحدث لينتج فراغاً سياسياً وإنما تماسك الجميع وتآلفوا واتحدوا خلف من جعل الله قدره ولاية هذه الدولة المباركة بما حباه الله من صفات ومؤهلات وبما مكنة من إسهامات وإنجازات شكلت في مجملها رصيداً شعبياً وعالمياً ليحتل بها الصدارة ويتوج مليكاً على القلوب والبلاد ونسأل الله أن يديم عليه نعمه ويحفظه من كل سوء ومكروه. وأضاف: إنها لنعمة عظمى ومنة جلى تعد امتداداً للنعمة الأساس والانطلاقة الكبرى والوحدة التاريخية التي تمت بفضل الله ومنته على يد القائد الفذ المؤسس الباني المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه وحد هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية وأسسه على أساس راسخ متين وأودع فيه من عوامل البقاء والعز والتمكين وجعل أساس قيامه التماسك بهذا الدين القويم ونصرة توحيد رب العالمين فجمع الله به بعد شتات وألف به بعد فرقة ووحد الله به القلوب والأبدان واستمر أبناؤه البررة والملوك الأوفياء لدينهم ووطنهم وشعبهم على هذا النهج السديد والمسلك الحميد إلى هذا العصر الذهبي عصر خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية والسلم والسلام الرجل البطل الهمام الذي تحقق لهذه المملكة الرائدة منذ بيعته المزيد من المنجزات التنموية العملاقة في مختلف القطاعات والأجهزة تشكل في مجملها رصيداً لمليكنا المفدى تميز بالشمولية والتكامل في بناء الوطن ويضع بلادنا الحبيبة في رقعة جديدة في خارطة العالم. ومضى قائلاً: إن من يستقرئ الحقبة التي لم تتجاوز أربع سنوات يجد أن المنجزات توالت واستعصت على لغة الأرقام وأحدثت نقلة للمملكة بعيدة الأهداف والمدى تنطق بحكمة القائد الوالد وسداد رأيه وما حباه الله من خلال وخصال وما أقدره الله عليه من مواهب يعز وجودها إنها إنجازات مدروسة تتخذ من الرؤية الاستراتيجية والأعمال المؤسسية أساساً لها ولو رام أحد أن يرسم هذا التنوع في الإنجاز لأدركه في كل شأن فإن نظرت إلى الشأن الداخلي فإن مليكنا المفدى صدق ما عاهد الله عليه من أن يجعل أمر الدين لا مساومة عليه وحقق ما رسمه من سياسة تجعل مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار. وأضاف:إن من يرصد السمات الشخصية التي تميز مليكنا المحبوب من خلال لقاءاته والمناسبات التي يلتقي فيها المواطنين يترسم في هذا الملك الإنسان الحنكة والحصافة والنزعة العربية الإسلامية والمحبة الصادقة لشعبه ووطنه ومع ذلك البساطة المتناهية التي يعيش فيها مع شعبه وكأنه واحد منهم ويحتل الوطن والمواطن سويداء القلب فالوطن يعيش مع مليكنا كل لحظة من لحظات عمره المديد بإذن الله لا يرضى له إلا الصدارة والرقي والحضارة والأخذ بكل معطيات الحياة المعاصرة وما يضمن الأمن والاستقرار مع الحفاظ على الثوابت والأسس التي قامت عليها هذه الدولة المباركة إن هذه السياسة الداخلية هي ما يميز ولاة أمرنا أيدهم الله فلئن فاخرت أمم بالديمقراطية فإن رصيد ولاة أمرنا من ذلك ما يمثل الصورة المثالية والمنهج الإسلامي النقي الصافي يصل المواطن إلى أعلى مسئول في الدولة من خلال سياسة الأبواب المفتوحة ولذا فإنه لا يستغرب ذلك الرصيد الشعبي من المحبة والولاء واللحمة لمليكنا أيده الله ولتهنأ الخيرية التي أخبر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون لهم ويصلون لكم). وأشار إلى أن أبرز معاناة عاشتها المملكة وما أفرزته أفكار الغلو والتطرف وما حملته ثقافة التكفير والتفجير وهذا الخطر تقلص بدرجة تعطي مؤشراً إيجابياً يدل على إنحسار الفكر ونسأل الله أن يمكن منه ومن حملته. أما المواقف العربية والعالمية فحدث ولا حرج فلقد سارت الركبان وتحدث القاصي والداني بتلك المبادرات التاريخية والمشاركات المؤثرة في صياغة أسلوب العلاقات الدولية في هذه الحقبة وأصبح للمملكة أعمق وجود في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي، فدعوة الحوار المنطلقة من فهم عميق للأسس الشرعية والمقاصد المرعية انطلقت من مكةالمكرمة إلى مدريد في أسبانيا وإلى جنيف وستظل حتى يحقق الله على يد إمامنا ما هو من مقاصد ديننا من التواصل والحوار المؤدي للسلم والسلام، وعلى الصعيد العربي تجلت حكمة وحنكة ملك السلام في لمِّ شمل قادة الأمة العربية وتقريب وجهات النظر وتغليب الصالح العام والنظر إلى المستقبل بتفاؤل ومواجهة كل التحديات والعقبات والصعوبات. وقال إن إنجازات مليكنا حديث لا يمل ومعين لا ينضب يوقفنا بتصرفاته ومبادراته على تمسكه بالإسلام وقيمه وأحكامه والشعور بشعور الجسد الواحد يجعل قضايا المسلمين وما يحل بهم فوق كل اعتبار ويسهم ويشارك بكل ما أوتي من ثقل وقوة عالمية ليوظف هذه المكانة في مشاركة المسلمين قضاياهم ومعاناتهم وها نحن نشعر وبكل فخر واعتزاز أن بلادنا الحبيبة ووطن الإسلام المبارك يفرض نفسه في كل المحافل الدولية كرائد للسلم والسلام وقائدنا ومليكنا بمبادراته وحكمته وحنكته يجمع الأمم المتنافرة لتعتمد الحوار الهادف والقيم المشتركة والعلاقات المبنية على التسامح والتشاور فتختزل هذه المبادرة التاريخية التحديات والعقبات وتجسد الطموحات والآمال واقعاً حياً تقوم على هذه الأسس التي ينطلق فيها من ميزات الإسلام وخصائصه وقيمه وثوابته وتنبذ كل مظاهر الغلو والتطرف والإرهاب والإفساد ويكون الخطاب الوسطي هو الصورة المثالية التي تفرض نفسها بديلاً لطرفي النقيض. فالحمد لله الذي وفق خادم الحرمين الشريفين إلى مثل هذه المساهمات المؤثرة التي غيرت كثيراً من المفاهيم والتصورات التي كان يحملها البعض عن الإسلام عموماً وعن بلاد الحرمين خصوصاً ونسأل الله سبحانه أن يمكن لإمامنا وولي أمرنا وأن يسدد قوله وفعله ويجعله من أنصار دينه وأعوانه وممن يجدد الله بهم الدين في هذا العصر كما نسأله سبحانه أن يحفظه بحفظه ويكلأه برعايته ويمده بعونه ويديم عليه نعمه إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.