تعودت الشعوب.. أن تبايع ملوكها ورؤساءها. وأن تحتفل بذكرى اعتلائهم عروش السلطة.. وتحمُّل تبعات المسؤولية.. كمظهر من مظاهر التعبير عن الولاء وتواصل المسيرة.. ** أما نحن هنا في المملكة العربية السعودية.. ** فإن هذا اليوم.. يمثل بالنسبة لنا يوم تَمكُنِ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من عروش قلوبنا.. وعقولنا.. كيف لا.. وهو الذي استطاع أن يتغلغل داخل مشاعر شعوب العالم بأسره.. بما قدمه ويقدمه من أعمال إنسانية.. وجهود خلاقة.. لخدمة الإنسانية في كل مكان..؟ ** وكما قلت يوم أمس.. ** فإن الملك عبدالله.. يحفظه الله ويرعاه.. قد استحق البيعة من كل شعوب الأرض.. لأنه حررها من كابوس ثقافة الكراهية.. وأسلمها لثقافة حب الحياة.. والتعايش.. والتفاهم.. بعيداً عن التناقض والاختلاف وصدام الحضارات.. ** وللتاريخ.. ** فإنه إذا كان هناك من زعماء العالم وقياداته من نجح في تحقيق التغيير في بلده.. وبين أبناء شعبه.. فإن الملك عبدالله.. قد استطاع أن يُغيّر مجتمعات الدنيا.. ويوجه قدراتها وطاقاتها وجهة حضارية.. وإنسانية تقوم على البناء على المشتركات.. والثوابت.. والقيم والأخلاقيات.. والمثل العليا.. مرسخاً بذلك هوية عالمية إنسانية لأول مرة في تاريخ البشرية الحديث. ** قلت هذا يوم أمس.. ** وأضيف اليوم.. ** بأن شعب المملكة.. شعب محظوظ.. لأنه من يقود مسيرته في أصعب الظروف وأحلكها.. هو ملك بهذه الخصائص والصفات بما وهبه الله من توفيق.. ومنحه من عون.. وما أعطاه من سعة بصيرة.. ومن حب صادق للإنسان.. ومن حرص حقيقي على إسعاده.. بإشاعة روح العدل.. والمحبة.. والمساواة.. بين عباد الله في الأرض. ** ولعلنا نتذكر في هذا اليوم بالذات.. أول خطاب وجهه إلينا.. بعد أن ودع أخاه الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز إلى مثواه الأخير.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. ** يومها خاطبنا.. بكل الوفاء.. وبكل الصدق.. وبهذه الكلمات المؤثرة.. والمؤمنة بقضاء الله وقدره.. لتكون بمثابة عهد بينه وبين شعبه الذي عرفه.. وعرف فيه صدقه.. وإنسانيته.. ** يقول حفظه الله: "إنني أتحمل المسؤولية –بعد الراحل العزيز- وأشعر أن الحمل ثقيل ، وأن الأمانة عظيمة ، استمد العون من الله عز وجل ، وأسأله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير في النهج الذي سنه مؤسس المملكة العربية السعودية العظيم جلالة الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه- واتبعه من بعده أبناؤه الكرام –رحمهم الله- وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن اتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً.. وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة.. ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على تحمل الأمانة ، وأن لا تبخلوا علي بالنصح والدعاء".. ** ورغم مضي أربع سنوات فقط على هذا العهد.. ** إلا أن الملك الإنسان.. قدم لنا.. ولأمته.. بل وللإنسانية.. ما أدخله إلى قلوب الجميع.. وليس فقط إلى صفحات التاريخ الناصعة.. ** فالانجازات العظيمة في الداخل وعلى كل المستويات.. ** وتوحيد الصف العربي.. ولملمة جراحات الأمة.. وتسوية خلافاتها العميقة.. ** وجهوده.. وتفانيه.. لخدمة دين الله الحق.. والدفاع عن الأمة الإسلامية وقضاياها.. ** ودعوته التاريخية إلى التعايش.. والتسامح.. والتفاهم بين شعوب الأرض.. ** وشراكاته الواسعة مع الكثير من دول العالم.. لبناء علاقات كريمة تقوم على التعاون وتبادل المنافع والمصالح.. ** كل هذه وتلك وقد تمت في غضون هذه الفترة الزمنية القصيرة.. فإنها تُعتبر شواهد حية على أنه يرعاه الله.. قيادة تاريخية.. استثنائية.. لا تفسير لها.. إلا أن الله سبحانه وتعالى قد اختاره ليكون بمثابة منقذ للبشرية وقائد مسيرة عالمية إلى تحقيق الخير.. والسلام.. والاستقرار.. والتقدم في هذا العالم.. ** ألا.. فليمنحك الله –يا سيدي- مزيداً من الصحة والعافية.. والقوة لكي تواصل عطاءك.. لكل الإنسانية.. ** وليهبك الله المزيد من العون والتوفيق والسداد من عنده.. لتعبر بنا وبشعوب الأمة والعالم.. طرقاً شائكة.. وصعبة.. حتى نصل إلى عالم الرخاء.. والتعايش.. والحب.. الذي أردته.. وسهرت على تحقيقه.. ** ولنهنأ نحن شعبك.. بك.. ومن ورائنا كل الإنسانية.. لنرى على يدك المزيد من الخير.. والأمان.. والطمأنينة والرفاه والعزة. *** ضمير مستتر: ** « دمت.. لنا ولكل شعوب الأرض.. وفي قلب التاريخ..»