لا شك أن بناء مناعة فكرية في مواجهة مهددات الأمن الفكري الداخلية والخارجية يتطلب اتباع أساليب الوقاية، وقديماً قيل «الوقاية خير من العلاج» وتتدرج الوقاية بترسيخها بداية في المنزل والمسجد والمدرسة والجامعة وجميع المناشط والمحاضن. وإن النوادي الأدبية والثقافية والرياضية عليها دور كبير في تعزيز الأمن الفكري يتعين عليها تفعيله أكثر من خلال إقامة أنشطة وبرامج تهدف إلى تحصين الشباب من الوقوع لا سمح الله ضحية للانحراف والجريمة، وتجنيبهم رفاق السوء ودعاة الضلال والفتنة، ومواجهة خطر الإرهاب والشائعات والأراجيف المغرضة، واستيعاب الأساليب الاستباقية والوقائية التي بدأت تطبق في الكثير من دول العالم، كما عليها العمل على ترسيخ مفاهيم المسؤولية الاجتماعية والشخصية في مواجهة التيارات الهدامة والانحرافات الفكرية الضالة التي تسعى إلى هدم الدين، واللغة العربية، والأخلاق، وزعزعة الأمن والاستقرار، وتوتير العلاقات الاجتماعية، وإثارة الفتنة والفرقة، ومحاولات إضعاف ثقة الأمة في رموزها، وعرقلة عجلة التنمية، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، وتقديم ذرائع للأعداء للنيل من ثوابت وقيم المجتمع. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كم نسبة الأنشطة والبرامج ذات البعد التوعوي الأمني التي أقيمت خلال العام المنصرم في نوادينا الأدبية والثقافية والرياضية من محاضرات، وندوات، ومؤتمرات، وحلقات علمية، وورش عمل مما تعمل على ترسيخ أهمية تطبيق الأنظمة، ونبذ العادات الاجتماعية السيئة، والقناعة بأهمية التعاون مع الجهات الأمنية لتحقيق الأمن والأمان في المجتمع بالمسارعة إلى الإبلاغ عن المشتبهين، وعدم التستر عليهم وأداء الشهادة بصدق وأمانة، والقيام بمتطلبات المواصلة، وضرورات الأمن الفكري. ومن أمثلة عناوين الأنشطة التي يتعين إقامتها: الأمن الفكري وأهميته في استقرار المجتمع، الأمن أساس التنمية، حكم الإسلام في الإرهاب والمخدرات، الأحكام الشرعية في المسائل الأمنية، المواطنة والإبلاغ عن الجريمة، خطورة التستر، أخطار الانترنت، الوعي المروري، الأمن البيئي، الأمن المائي، الأمن العقدي، الأمن السياحي (السياحة في بلدك لك لوالدك).. دور مؤسسات المجتمع في المحافظة على الأمن، الرعاية اللاحقة للمفرج عنهم، أخطار الغزو الفكري، وخطورة الحرب النفسية والشائعات، التعاون لمكافحة الفساد. لا شك أن هناك جهوداً لبعض المهتمين والمحاضن والمنشاط: إشاداً وبياناً، وكشفاً وتحذيراً، بيد أنه على الرغم من تلك الجهود المبذولة للكثير من الفعاليات، إلا أنه ما زال أمامها الكثير والكثير، فهل سنرى هبة توعوية جادة من النوادي الأدبية والرياضية تشد من أزر رجال الأمن، وتعمق مسؤولية الجميع نحو أمن وعزة الوطن والمواطن، نرجو ذلك والله ولي التوفيق. أكاديمي سعودي/ جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية