زعم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في لقاء أجرته معه شبكة "سي بي إس" التلفزيونية أنه فتح باب السلام على مصراعيه وانه كان يتوقع رداً فلسطينياً وعربياً إيجابياً على خطابه الذي ألقاه الأحد الماضي بجامعة "بار ايلان". وقال انه يشعر بخيبة أمل كبيرة، لأنه كان يتوقع ردة فعل ايجابية إزاء "الخطوة الكبيرة" التي قام بها.-على حد تعبيره- وخلال اللقاء تطرق نتنياهو للشروط التي عرضها في خطابه وقال إن دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعتبر "صيغة جيدة للسلام"، لأنها ستحظى بدعم الرأي العام الإسرائيلي وبدعم أصدقاء إسرائيل حول العالم. وفي تفسيره لشرطه هذا قال " لقد أطلق من غزة الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية حوالي 7200 صاروخ باتجاه إسرائيل، تخيلوا لو أن 1000 صاروخ سقطت على نيويورك أو أي مدينة أمريكية أخرى، عندها ستفهمون أن ما أطلبه هو إجراء أمني يمنع من تكرار ذلك". و أضاف نتنياهو أن نزع سلاح أي دولة فلسطينية مستقبلية لا يهدف الى السيطرة عليهم، بل ما نسعى إليه هو توفير الأمن لمواطني إسرائيل. وتابع قائلاً "إن غالبية الإسرائيليين على اختلاف انتماءاتهم السياسية يؤمنون بأنه من حق الفلسطينيين أن ينعموا بحياة مستقلة وحرة، فنحن لا نريد أن نحكمهم، كل ما نريده هو أن لا يشكلوا أي تهديد لنا". وفي رده على سؤال عن تجميد عمليات البناء في المستوطنات، وهو الأمر الذي شددت عليه إدارة الرئيس الأمريكي اوباما، قال نتنياهو "لن نشرع في بناء أي مستوطنة جديدة ولن ننتزع أي أرض جديدة لتوسيع المستوطنات القائمة"، غير أن نتنياهو أعرب عن أمله أن تصل حكومته مع الإدارة الأمريكية الى موقف مشترك بشأن المستوطنات ودفع عملية السلام للأمام. و أضاف "نعلم أن هذا الموضوع هو لب الخلاف، لكن كنا نريد أن نضع هذا الموضوع جانباً و المضي قدماً نحو السلام عبر مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين". و أكد نتنياهو أن "تجميد الاستيطان" يختلف في جوهره عن "تجميد الحياة"، وعلى حد قوله إنه حتى يتحقق السلام النهائي هناك متطلبات واحتياجات للحياة الطبيعية من دون أن تحدد مسبقاً النتيجة الجغرافية. من جهة أخرى أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري حسني مبارك في أعقاب الانتقاد الشديد الذي وجهه مبارك للخطاب السياسي الذي ألقاه نتنياهو مساء الأحد. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية امس أن نتنياهو حاول خلال المكالمة أن يوضح لمبارك النقاط الرئيسية في خطابه أو أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع بينهما قريبا. وكان مبارك انتقد الشرط الذي وضعه نتنياهو لاقامة الدولة الفلسطينية وهو اعترافها بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي إذ اعتبر مبارك ان هذا الشرط يعقد المفاوضات ويؤثر سلبا على مساعي السلام . ووصل الى القاهرة امس عوزي اراد المستشار السياسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي في زيارة الى مصر يستقبله خلالها الوزير عمر سليمان. ويسعى الجانب المصري للحصول على توضيح الغرض من نقاط وردت في خطاب نتانياهو . وتأتي زيارة اراد للقاهرة بعد ساعات معدودة من الاتصال الهاتفي الذى اجراه نتنياهو بالرئيس المصري حسني مبارك قدم خلاله توضيحات حول خطابه. وقالت مصادر ان نتنياهو اوضح بعض الامور التي وردت في خطابه وكلف مستشاره السياسي عوزي اراد بالتوجه الى القاهرة فورا لمزيد من التوضيح والتعرف على ما ستقبله القاهرة مما ورد فى الخطاب وما ستطلبه القاهرة من اعادة تفسير بما يتناسب مع خطة السلام الجديدة التى وردت في الطرح الامريكي الجديد لعملية السلام خاصة بالنسبة لمبدأ الدولتين. واضافت المصادر ان اراد سيقوم بترتيب موعد لزيارة يقوم بها نتنياهو للقاهرة يهدف الى توضيح وتقريب وجهات النظر بين مصر واسرائيل حول الخطوات والتصورات لسير عملية السلام بين العرب واسرائيل من ناحية ومن ناحية اخرى قيام الدولة الفلسطينية.