** أعرف أن هذا الكلام سيزعج البعض.. ** غير أنني أحد الذين سعدوا به كثيراً..إذا ما ثبتت صحته..وتأكدت حقيقة وقوعه.. ** هذا الكلام هو : رسوب ثمانية آلاف متقدم لوظيفة معلم في اختبار القياس الذي نظمه المركز الوطني لأول مرة..لاختيار معلمين جدد..وفقاً لتوجهات وزارة التربية والتعليم عند قبول دفعات جديدة من الراغبين في الانخراط في سلك التعليم.. ** لقد سعدت بهذا..رغم وجهة نظري الدائمة حول ذلك النوع من الاختبارات وتطبيقها بحق المتقدمين للدراسة الجامعية..أو البعثة الخارجية وما في حكمهما.. ** غير أن هذه الخطوة..لم تكن ضرورية فحسب عند قبول (معلم) جديد..وإنما هي أيضاً نقطة ارتكاز محورية للتأكد من أهلية كل متقدم للنهوض بهذه المسؤولية الخطيرة.. ** فالمدرس الضعيف..هو في مقدمة المشاكل الأساسية التي يعاني منها النظام التعليمي في هذه البلاد.. ** والتعامل بمثل هذه الصورة وغيرها مع كل متقدم جديد للاضطلاع بهذه المهمة..هو في صميم الإصلاح الذي طالبنا ونطالب به مع آخرين.. ** غير أن اختبار القياس..على أهميته..لا يكفي من وجهة نظري في تحديد الأكثر استعداداً لتربية الأجيال القادمة.. ** وقبول (6000) متقدم من أصل (14.000) كما قال مدير المركز الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري..يوفر لنا الطمأنينة الكافية لصلاحية من نجحوا..لدخول عملية متخصصة.. وتحتاج إلى الإلمام بالقواعد والأصول والأدوات والمهارات التربوية (أولاً)..وتميز الشخصية.. والقدرة على إيصال المعلومات إلى المتلقين من الطلاب والطالبات..فضلاً عن أهمية توفر القدرة لدى المعلم على اكتشاف قدرات ومواهب هذا الطالب واستثمارها والعمل على تطويرها (ثانياً).. ** ولست أدري كيف يمكن أن تتوفر لهؤلاء المقبولين هذه الصفات لمجرد أنهم اجتازوا اختبار القدرات.. ** إن البداية الطبيعية التي نعتقد بأنها كانت ضرورية لقبول هؤلاء وغيرهم هي: إخضاع جميع المتقدمين لوظيفة معلم لدورة تربوية مكثفة..تستغرق وقتاً كافياً يتقرر بعدها دخول هؤلاء في اختبار متخصص للقدرات..وتحديداً للقدرات والخصائص والمواصفات الواجب توفرها في معلم الأجيال.. ** على أن يعقب قبول هؤلاء تخطيط مدروس لتوجيه المقبولين منهم لمهام تدريسية محددة.. ولمراحل دراسية معينة..والتدرج معهم خطوة خطوة..وعدم إثقال كواهلهم منذ السنة الأولى بأنصبة تدريسية كبيرة.. ** وإن كنت شخصياً أتحسب كثيراً من الدفع بشباب صغار السن..وحديثي التجربة للتدريس في المرحلة الابتدائية بصورة أكثر تحديداً..لإيماني بأن هذه المرحلة هي الأخطر..وأن الحاجة إلى أصحاب التجربة..والخبرة..والحنكة..والمعرفة فيها أشد إلحاحاً من أي مرحلة دراسية أخرى بما فيها (الثانوية العامة).. ** فهل نسمع ما يطمئننا إلى توجهات أكثر إحكاماً من قِبل الوزارة بالنسبة لتوظيف كل معلم.. بعيداً عن الضغط الاجتماعي..وعن توجهات السعودة..وحماس الكل بضرورة توفر وظيفة لكل خريج وخريجة..بدل تركهم يعانون من الفراغ..ويواجهون أسوأ أنواع البطالة تخريباً لحياة أبناء الجيل.؟ ** هذا النمط من التفكير..يمكن قبوله في أي موقع ..ولأي وظيفة..لكن لا يمكن قبوله بالنسبة لأشرف وظيفة..تتعلق بتنشئة الأجيال وتنمية الإنسان..؟ *** ضمير مستتر: **(قد يصلح أحدنا لمنصب وزير..ولا يصلح لوظيفة معلّم).