تعرض خمسة طلاب سعوديين في العشرينات من العمر بمدينة بيرث عاصمة الولاية الغربية في أستراليا الأسبوع الماضي للاعتداء بالضرب بأدوات ثقيلة من قبل مجموعة من الشبان الاستراليين، لكن صحتهم الآن مستقرة ولله الحمد. وتأتي تفاصيل الحادثة كما جاء في التقرير الرسمي الذي تم رفعه من قبل الطلبة المعتدى عليهم للسفارة السعودية في أستراليا أنه وعندما توجه الطلاب الخمسة وهم احمد الظاهري وأسامة الفارسي واحمد المطيري وياسر الفارسي ومحمد الجابري إلى مسجد مدينة بيرث لأداء صلاة المغرب قادمين من محطة القطار في منطقة (نورث برج) اعترضت طريقهم فتاة بصحبتها خمسة شبان تتراوح أعمارهم ما بين العشرين إلى الأربعين سنة، ثم طلبت الفتاة مبلغاً من المال، ولكن الطلاب رفضوا طلبها وأكملوا طريقهم، إلا أنها بدأت في شتمهم كما صرخ أكبرهم في أذن أحد الطلاب وتكلم بكلام بذي، وأكمل الطلاب طريقهم دون أن يعيروا ذلك أي اهتمام سعياً منهم لتلافي المشاكل، بعدها قامت الفتاة والشبان الذين كانوا برفقتها بالاعتداء وضرب الطلاب السعوديين الذين رفضوا التشابك معهم، وحاولوا أن يهربوا، لكن لم يستطيعوا لأن عدد الشبان المعتدين زاد إلى ما يقارب 17 شاباً، وأمسك أحدهم بلوح التزلج وضرب به طالبين على ظهرهما وبطنهما عدة مرات، وقاموا بضرب أحدهم على وجهه مما تسبب في كسر في منطقة الفك السفلي. وقام بعض الأشخاص المتواجدين في الشارع من الجنسية اليابانية والصينية بالاتصال بالشرطة والإسعاف، ولكن الشرطة والإسعاف وصلوا إلى الموقع متأخرين ما يقارب 50 دقيقة، وتم نقلهم إلى المستشفى مباشرة وتم إجراء عملية جراحية لأحد الطلاب في فكه السفلي وتم تنويمه في المستشفى لمدة ثلاثة أيام. وأفاد المتحدث الرسمي في نادي الطلبة السعوديين في بيرث أن الشرطة قامت بأخذ أقوال شهود العيان من المارة في الشارع من جنسيات مختلفة، الذين شهدوا على أن الشبان الاستراليين هم من قاموا بالاعتداء، كما أخذت أوصاف المعتدين. إضافة إلى أن الشرطة الاسترالية تعمل الآن على استعراض اللقطات التي صورتها كاميرات المراقبة، وأفادت انها تعرفت على أوصاف أربعة منهم وسوف تلقي القبض عليهم قريباً، وقامت القنوات الفضائية الاسترالية بنشر صور الاشخاص الذين تم التعرف عليهم من قبل الشرطة. وأضاف المتحدث أن مسجد بيرث يعد أحد أقدم وأبرز المعالم الإسلامية في غرب استراليا، إلا أنه يقع في منطقة تعد الأخطر في مدينة بيرث بسبب وجوده بشارع مزدحم بالمحلات التجارية ومواقع تجمع المراهقين وأشاد الطلبة السعوديون في مدينة بيرث بالتجاوب السريع والمتابعة المباشرة من قبل سفارة خادم الحرمين الشريفين بأستراليا والملحقية السعودية، حيث حضر الدكتور فهد العتيبى المشرف الأكاديمي على الطلاب السعوديين في ولاية غرب استراليا، والأستاذ محمد النومسي من شؤون الرعايا بالسفارة وأطمأنوا على صحة الطلاب، وقاموا بتوكيل محام لمتابعة القضية، كما قامت السفارة وبطلب من الطلبة السعوديين المعتدى عليهم بتزويدهم بتذاكر سفر إلى المملكة العربية السعودية لزيارة أهاليهم بهدف طمأنتهم على صحتهم. وفي بادرة اخوية قام النادي السعودي في ولاية غرب استراليا ممثلاً بجمعية الطلاب السعوديين بجامعة غرب استراليا بإقامة حفلة عشاء بمناسبة سلامة زملائهم الطلاب. وصرح ل(الرياض) القائم بأعمال السفارة السعودية في أستراليا بالنيابة الأستاذ حسين العسيري وقال: حالما علمت السفارة عن الحادث قامت بالاتصال بمدير نادي الطلبه السعوديين في مدينة بيرث والاستفسار عن الوضع الصحي للطلبه السعوديين الذين تم الاعتداء عليهم، كما قام سعادة السفير حسن طلعت ناظر بتكليف نائب رئيس قسم شؤون الرعايا بالسفر الى مدينة بيرث لزيارة المصابين والاطمئنان عليهم والاجتماع بالمسؤولين في الشرطة لمعرفة تفاصيل الحادث والتأكيد على اهتمام السفارة بالقبض على المعتدين وتقديمهم للعدالة، وحيث إن الطلبة المعتدى عليهم رغبوا في السفر إلى المملكة لبعض الوقت فقد قامت السفارة بالتنسيق مع الملحقية الثقافية لتأمين مغادرتهم الى المملكة، ولرغبتهم في أن يكلف محام لمتابعة القضية والتنسيق مع الشرطة فقد قامت السفارة بتكليف محام متخصص في القضايا الجنائية لمتابعة هذه القضية. كما قامت السفارة بالاتصال هاتفياً بقسم الشرطة الذي يتولى القضية وأكدت على أهمية أن يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة التي تحفظ حقوق المواطنين السعوديين، وقد عبر مسؤول التحقيق عن استيائهم لحدوث مثل هذه الاعتداءات وأنهم يبذلون ما في استطاعتهم للوصول إلى الجناة، وأود ان اشكركم على اتصالكم بالسفارة واهتمامكم بالموضوع وحرصكم على نشر الحقائق، مؤكدا لكم حرص السفارة على التعاون معكم لما فيه مصلحة المملكة والمواطنين. وفي حادثة جديدة تعرض طالبان للاعتداء قبل يومين في نفس المدينة، وذلك عندما انتهوا من تناول وجبة العشاء في أحد المطاعم العربية، وذهب أحدهم لصرف مبلغ من المال خارج المطعم، وبينما كان في طريق عودته هاجمه ثلاثة شبان وحاولوا سرقته إلا أن تدخل صاحب المطعم وزميله الآخر حال دون ذلك، وبعد أن تفرقوا عاد الشبان الثلاثة مرة أخرى وقاموا بتحطيم مقدمة المطعم.