نفى الدكتور على الحناكي مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة أن تكون قضايا العنف الأسري وهروب الفتيات من أسرهن قد وصلت إلى حد الظاهرة مؤكداً انها لاتزال في حدود القضايا الفردية التي يقع (70%) منها في الأسر الفقيرة وغير المتعلمة خاصة في قضايا العنف الأسري الموجه ضد الزوجات والأبناء . وأضاف فيما يتعلق بهروب الفتيات من أسرهن فقد يحدث من بعض الفتيات المتعلمات وبعضهن حصلن على قسط وافر من التعليم الجامعي ولكن ماتعانيه من فراغ عاطفي في أسرتها وقسوة وإهمال مما قد يجعلها تهرب إلى أحضان أول ذئب بشري يصادفها ويشبع جوعها العاطفي بكلام ظاهره الرحمة وباطنه العذاب والخداع والضياع لها والعار لأسرتها. وأوضح الحناكي إن معظم قضايا العنف الأسري وهروب الفتيات من أسرهن تعود أهم أسبابها للمخدرات التي تكون مظلة لكل الشرور والآفات فكل حالة عنف أسري أو هروب فتاة يكون وراءها أب مدمن وقاس ومهمل ..كما إن بعض حالات العنف الأسري يكون سببها الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الآباء أو الأمهات وتنعكس قسوة وعنفا على الأبناء .. وأشار إلى أن من الأسباب المهمة للعنف الأسري الطلاق إذ يحاول كل من الزوجين المطلقين الانتقام من الآخر عن طريق الأبناء خاصة الأزواج وكأن هؤلاء الأبناء الذين لايزالون في سن الطفولة ليسوا أبناءه وفلذات كبده ولكنها أنانية حب الذات التي تفقد الإنسان صوابه وتجعله يوقع الظلم على كل من حوله وفي بعض الأحيان تكون الزوجة الجديدة سبباً مساعداً في دفع زوجها على القسوة على أبناء مطلقته. وبين د.الحناكي أن الدولة أصدرت تشريعات من شأنها الحد من العنف الأسري في مجتمعنا , وصدرت توجيهات المقام السامي لوزارات الشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم والثقافة والإعلام بالاهتمام بالجانب الوقائي والتوعية لغرس مفهوم التعامل الأمثل من قبل الآباء والأمهات والأزواج مع الأبناء ذكوراً وإناثاً والزوجات بما يحفظ لبيوتنا استقرارها الأسري ويحميها من العواصف والزوابع التي قد تعصف بها لأسباب واهية لو تعاملنا معها بحكمة وروية وأناة وشفافية لتمكنا من علاجها دون أي انعكاسات على الأسر وتآلفها. وبين أنه لا توجد إحصائية لدى الشؤون الاجتماعية عن حجم انتشار المخدرات بين الفتيات والتي يعتقد أنها من أهم أسباب هروب الفتيات من بيوت أسرهن وربما يعتبر تدخين الشيشة والمعسل للفتيات من الأمور التي تقودها إلى المخدرات خاصة الحشيش ..كما أن عدم دقة اختيارالفتاة لصديقاتها والاحتكاك بمجموعات مشبوهة قد يؤدي الى انحراف الفتاة وإدمانها وإذا تمكن منها الإدمان فإن هذا سيقودها إلى الهرب حتى تخفي سوأتها. ونبه الحناكي إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر عند طرح قضايا العنف الأسري وعدم الإشارة إلى الأسماء أو الأشخاص أو إيضاح أي معلومة قد يعرف منها أصحاب المشكلة لأن المشكلات الأسرية جروح رطبة ونشرها في وسائل الإعلام بشكل مباشر قد يعصف بجهود الجهات المعنية بالحماية الاجتماعية والجهات المسؤولة عن الحد من الإيذاء وخاصة أن معظم قضايا العنف الأسري الموجهة من الزوجات المطلقات يتضح إنها كيدية ولا أساس لها من الصحة ولهذا على الإعلام توخي الدقة والحديث عنها بعموميات ولا يذكر حالة معينة أو بالاسم أو أنها تعني فلاناً أو فلانة لمساعدة الجهات المعنية على لملمة تلك الجراح.