ليس الأمر كما هي سطحية أرجوزة ( أنا بكره إسرائيل) فكلنا نكره العدوان ونمقت المعتدين أيّاً كان جنسهم أو عرقهم أو ديانتهم فالله لا يُحب المعتدين إنما فضح العدوان الصهيوني يأتي بعدة صور أبلغها أن نقول للعالم نحن العرب أمّة متحضّرة والإنسان في مفهومنا أثمن ما في الوجود فالرب قد كرّمه ورفع قدره بين المخلوقات ولسنا كما يصوّرنا البعض متوحشين قساة القلوب غلاظ الأكباد نقتل البني آدم بكل برود لأننا نعشق الموت أكثر مما نُحب الحياة والشواهد على نبالتنا كثيرة سواء في تاريخنا الماضي أو في ممارساتنا المُعاصرة فالرحمة قيمة عظيمة في أدبياتنا حيث نؤمن بأن العداء ليس للأشخاص ولكن لظلمهم وتجبرهم و طغيانهم وصاحب الحق لابد من أن يُدافع عن حقّه، يقول داعية السلام الشهير الزعيم الهندي غاندي الذي عانى الأهوال في سبيل استقلال بلاده " نحنُ لا نُعادي الأشخاص بل أخطاءهُم " . الذي دعاني لهذا الاستطراد الخبر الذي نشرته هذه الجريدة يوم الخميس الفارط 11 يونيو نقلاً عن (واس) حول قيام مجموعة من الشُبان الفلسطينيين بإنقاذ امرأة إسرائيليّة ورضيعها الذي لم يتجاوز الأربعة أشهر بعد أن انقلبت سيارتها على الشارع الرئيس المار وسط بلدة تقع جنوب شرق بيت لحم فسارع الشباب على الفور في إخراج الرضيع أولاً ثم والدته بعد أن كسروا زجاج السيارة والاتصال بسيارة إسعاف هرعت إلى المكان ونقلت المصابين ،قال أحدهم: إنه لم يتردد في مساعدة السيدة وإنقاذ حياتها لأن المشاعر الإنسانية تغلب كل مشاعر العداء والكراهية التي ينشرها المستوطنون في الأراضي المُحتلة. الله ما أروع هذه الروح وهذا الشعور ، بالله عليكم أليس ما قام به هؤلاء الشبان يفوق ألف برنامج باهت يحاول تصحيح صورة العرب تلك الصورة المشوهة التي لا تعكس الحقيقة بأي حال ؟ إذاً أين الإعلام العربي عن إبراز مثل هذا الحدث للعالم؟؟ أم أننا فقط نُجيد الردح والتخوين ونستعذب جلد الذات ليل نهار؟ ماذا لو انعكست الآية وكانت المرأة المُصابة عربيّة وأنقذها شُبان إسرائيليون كيف ستتعاطى مع الخبر محطّات مثل ال(CNN) أو ال(BBC) أو حتى المحطات الصهيونيّة ؟؟ يبدو أن مثل هذه الأحداث لا تستهوي الإعلام العربي لماذا ؟؟ الله أعلم.