الملحن ناصر الصالح كان ضيف الحلقة الماضية من برنامج "ليلة خميس" على أثير MBC FM في ظهور إعلامي يسبق الحفل الذي ينوي إقامته قريباً لتكريم الصحافة السعودية. في هذه الحلقة تحدث الصالح عن أول ألبوم ظهر بصوته كمغن لكنه لم يقدم تاريخاً محدداً لهذه البداية، قال ربما عام 1994 رغم أنه دخل عالم الفن والجلسات قبل هذه السنة بوقت طويل. ما قاله ناصر الصالح عن بداياته حمل شيئاً من الإجحاف بحق رفيق دربه صالح الشهري حيث لم يذكر أن ذلك الألبوم احتوى على أول تعاون بينه وبين صالح الشهري. قال الصالح في حديثه "لو كنت ملحناً لما قدمت لحناً للمغني ناصر الصالح"، وهي مقارنة يضعها ناصر الصالح نفسه بين حضوره كملحن وكمغن. ويفهم من هذه المقارنة أن الملحنين الذين تعاونوا معه في ذلك الوقت كانوا أقل من أن يدركوا تواضع صوته وفي هذا الانتقاص من قدرات الملحن الكبير صالح الشهري الذي قدم له عدة ألحان في بداية انطلاقته في عالم الأغنية. لم يقل ناصر الصالح أن الساحة في تلك الأيام كانت مليئة بالنجوم ومزاحمتهم صعبة للغاية، لم يذكر ذلك -ربما- لأن دفة الحوار لم تساعده؛ إضافة إلى "لخبطة" الاتصالات ومهندس الصوت. ناصر الصالح ورابح صقر وعبدالمجيد عبدالله وحسين قريش هم نجوم جيل الثمانينات الميلادية وقد تراجع بعضهم لأسباب معلومة والآخر تحول من الغناء إلى التلحين ومنهم من واصل طريقة في نجومية الغناء. ما يهم في حديث ناصر الصالح تعاونه الدائم مع الشاعر علي عسيري وهو المقرب له, قال عنه: "إني أدمنت قصائده الغنائية، وسوف أعود لها لأنها بالفعل جميلة"، الجميع يعرف أن كماً من القصائد التي تغنى بها عدد من المطربين ولحنها الصالح قد دار حولها الشك لأنها من نسق وروح علي عسيري، على الرغم من إصدارها بأسماء مختلفة، البعض قد تناول ذلك في عدة شكاوي طرحت في الإعلام. ناصر الصالح كرّر كثيراً أن المغني لابد وأن تكون له كارزيما خاصة يقبلها الجمهور، وقال "ربما لم تكن لدي تلك الكارزيما وبالتالي حولت مساري إلى التلحين". وهنا يحق لنا أن نتساءل عن السر وراء عودته للغناء وتصوير فيديو كليب لأغنية (فهمتك) من كلمات منصور الشادي، وهي من دار حولها الحديث والشكاوي في وزارة الثقافة والإعلام من قبل الشاعر إبراهيم الجنوبي. وبأي حال.. يبقى ناصر الصالح جميل في ألحانه ومازال يهتم بالجانب الشعبي في جميع أنغامه، لكنه إذا تواجد في أي برنامج فإن الشكوك تحيط بمسيرته الفنية. ومن خلال ما ورد في حلقة "ليلة خميس" أرى أن المحاور أحمد الحامد لم يكن متمرساً في محاورة مثل هذه النوعية من الملحنين، أو أن الصالح حاول أن يهمش -عن قصد- محطات مهمة ومثيرة في تاريخه الفني، ولعل الثاني أرجح، لأن الصالح قد تمرس على هذا النوع من البرامج، خاصة بعد أن عاش موقفاً حرجاً قبل سنوات وفي (ليلة خميس) أيضاً عندما ظهر مع عبدالمجيد عبدالله ودخل معه في نقاش حاد كاد أن يعصف بتاريخ الاثنين، عندما وصفه عبدالمجيد بالملحن من الدرجة الثانية. ناصر الصالح له حضور مميز مع الألحان الشرقية وقد وصفه أحد المصريين ب(بليغ حمدي)الخليج لكنه -إلى جانب ذلك- اسم مثير إعلامياً يترك بصمته المثيرة في أي برنامج حواري يظهر فيه.