وحداء (المراح) لحراسة الإبل يكون للرعاة جرت به العادة عند الإبل ليلاً وذلك للاحتفاظ عليها وليسمعه الذين يحوفون الإبل لسرقتها ونهبها زمن (الخوف) وذلك لكثرة المغازي قديما. و(رقع) الإبل النجيبة من وسط (مراح الإبل) والرقع يعني النهب خلسة ومراح الإبل يعني المكان الذي فيه الإبل تبقي ليلا.. قالت الشاعرة مغيظة الدليمان الشراري: خزايز اللي يحوف بليل طلايق اعقال بالمرعى فالحوف يكون ليلاً لإطلاق (عقل) الإبل ثم سوقها والهرب بها وذلك ذكرت ويسمى (رقع) والخز فيها ليس اختيارا انما مطلق العقال له (خز ما أطلق) عقالها وهذا النوع من الغزو للمجموعة القليلة ويسمى (الحنشل) والتي تخشى الاصطدام بالغارة والفرسان. ونمط حداء الحراسة للإبل يتميز بانشاد الأبيات القصيرة لتكون بيتا أو بيتين. فالبيت عادة كصفة حداء الغارة على الخيل. وقد يردد بصوت طويل بين فينة وأخرى والقصد من هذا الحداء ارهاب للحائف والغازي وتحذير وتنبيه للجنب والرعاة ليلا وله من الآثار النفسية القوية في الاستمرار في الحراسة وإبعاد الخوف عن الإبل المحروسة. قال الشيخ/ خلف بن دعيجاء: كم ليلة خطرتهن ما يهبني نوختهن بين الجنب والجهامي وهذه أمثلة من أحاديهم في خشية هذا النوع من الغزو: يانايما عن فاطره ياعل اعيونة للسهر حلويته ركوبته جلوبته يوم الدهر من هنا نجد أن هذا النمط من الحداء هو لتحذير الرعاة وأصحاب الإبل عن النوم خوفاً من الغزو ومن أمثلة أحاديهم في السير حول الإبل: يا هجمة دونه حرس والموت عند اركانها ياما قطعنا عندهن من راس الى استدرجت حيرانها وقد يكون حداؤهم كلمات تردد فألا بالانتصار على العدو يخشى غزوهم كقولهم (العدو معثور).