تشهد البيوت السعودية فرحة غامرة مع أول أيام أجازة الربيع التي حرصت حكومتنا الرشيدة على توفيرها للطلاب والطالبات بهدف كسر الروتين وإبعاد الملل، لاسيما بعد أسابيع دراسية مجهدة ومتعبة بعض الشيء خاصة لمن قام بأداء الامتحانات الشهرية خلالها ...لهذا هم أحوج ما يكونون لمثل هذه الفرص الجميلة من الاجازات التي ينالون فيها قسطاً من الراحة والاستمتاع للعودة لمدارسهم بنشاط وحيوية. وليتحقق الهدف من الاجازة الربيعية لابد أن يتفهم أولياء الأمور مسؤوليتهم في بذل أكبر مجهود في سبيل قضائهم اجازة ممتعة ومسلية، ومن هنا يرى بعض الآباء أن هذه الإجازة سوف ترحل وقد خلفت وراءها أزمة مالية في نهاية هذا الشهر، والسبب "التزامن الذكي" بين الإجازة وتاريخ استلام المرتب، وهذا بلا شك قوبل بفرحة أكثر من غامرة لبعض التجار الذين سيعلنون أسعارهم العالية وأعينهم على جيوب الآباء الذين لا يستطيعون قول كلمة (لا) أمام رغبات الأبناء والبنات والزوجة، إذ يرون فيها حقا من حقوقهم لهذا يجد الأب بأن جميع الأنظار قد اتجهت إلى مرتبه بعد أقل من 24ساعة على استلامه وكأن هذا المرتب المتواضع قد تحول إلى كعكة شهية يحاول كل من حولها أن يحظى بأكبر قطعة منها .. ولعل كل أب يبحث عن توازن بين تدبيره لمتطلبات الإجازة وعد حاجته للديون أو القروض في أواخر الشهر.. ومن هنا نصل إلى أكثر المشاكل التي تواجه السعوديين وهي عدم التخطيط الجيد لموسم الإجازات التي سبق الإعلان عنها سواء كان ذلك بادخار مبلغ معين كل شهر أو تحديد وسائل أخرى لقضائها تتناسب مع امكانية كل رب أسرة . أما المشكلة الأخرى والتي تعتبر السبب الرئيسي لرحيل الراتب مبكرا خلال الإجازات هي الفهم الخاطئ لمفهوم الترفية الأسري خلال الاجازات، فمثلا البعض يعتقد أن الترفيه لا يتحقق إلا بالسفر من مكان إلى مكان أو باللعب حتى التعب في أكبر المدن الترفيهية أو باستئجار أغلى وأفخم الشاليهات والاسترحات كمن يحاول أن يضاهي بالترفية من هم في قدرة مادية أكثر منه والأغرب أن تجد من يجهل كيفية أن يكون الترفيه وسيلة تعليمية مفيدة قبل أن تكون وسيلة مسلية فقط. ولكي يضمن جميع أفراد الأسرة قضاء أسبوع ربيعي ممتع على الأب والأم تحديد الميزانية الخاصة بهذه الاجازة، ثم إيجاد قنوات الترفية التي تلائم ميزانيتهم مثل قضاء يوم في أماكن احد المواقع البرية مصطحبين معهم أبناءهم ودراجاتهم أو زيارة الأصدقاء والأهل أو لعب كرة قدم مع أبنائهم، فكلما كان الذكاء حاضراً لدى الزوج والزوجة كانا أقدر على قضاء إجازة بأقل أسعار مناسبة بحيث لا يضطرون إلى مواجهة نصف الشهر بالإفلاس لاقتناعهم بأن الترفيه ليس مشروطا بالمال الكثير وهؤلاء يجدون في تزامن الراتب مع الإجازة مصادفة جميلة يشكر المساهمين المساهمون بها اما من صرف كل مرتبه بدون تخطيط مسبق ولا يدرك كيفية قضاء إجازة سعيدة مع أسرته فانه بلا شك سيواجه ضغوطا مادية ويرى في هذا التزامن بين الإجازة والراتب مصادفة غير جيدة، وقد يتمنى أن تلغى في الأعوام المقبلة.