استضافت دارة الدكتور راشد آل مبارك في حي النهضة مساء أمس الأول فضيلة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن يعيش إمام وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله - بحي المعذر بالرياض حيث تحدث فضيلته في محاضرة عن "خطب الجمعة بين الواقع والمأمول". كما تحدث عن دور الملك المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في الدعوة من خلال ارسال الدعاة إلى المدن والقرى واختيار القضاة لتعليمهم امور دينهم ونقلهم من حالة الجهل والتخلف إلى نور الإيمان وحلاوته. اضافة الى اهتمامه بالمسجد والخطب واهتم بالقضاة وبالمعلم واهل المعرفة. واشاد بن يعيش بسياسة الدولة في تعليم الناس امور دينهم من خلال تخصيص وزارة تعنى بالمساجد. وقال إن من مهمات الدولة تخصيص الفتوى وجعلها في فئة مختصة وهذا يريح أئمة المساجد وخطبائها من أن يتدخلوا في مسائل الفتوى التي مع الأسف الشديد نرى الكثير منهم يتسابقون إليها فكل منبر تحول الى دار للفتوى وقد تدخل بعض أئمة المساجد في أمور لا علاقة لهم بها وليسوا مسؤولين عنها مما سبب الحرج لدار الافتاء والدولة في كثير من المواقف ولهذا حصروا انفسهم فيها نبه النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال "من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه". ووصف خطيب الجمعة بالطبيب الذي يصف الدواء لأصحاب العلل بالطريقة المثلى المكتسبة من كتاب الله وسنة نبيه فما احرى بالخطيب العاقل اللبيب المدرك لخفايا الأمور ان يكون منبره نقطة التقاء. واشار بن يعيش إلى ان خطيب الجمعة في هذا الزمان عليه واجب كبير بأن يجمع الأمة وأن يداوي جراحها لا ان يوصد امامها الأبواب ويحكم عليها بالاعدام ويرى ان العالم قد انتهى بمجرد ان خرجت فتنة او ظهرت ظاهرة فهذه كلها تعالج. مؤكداً على ان الدولة حرصت على حراسة المنبر من خلال تنحية بعض الخطباء عن تلك المنابر ليس تحاملاً على الخطباء ولا على المنبر وإنما افساحاً للمجال حتى يصعد على هذه المنابر من هو اهل لها والحريون في ايصال الكلمة الطيبة الى مستحقيها. وفي تصريح خاص ل"الرياض" استنكر على بعض الأئمة الذين سكتوا عن قول الحق والتحذير من الإرهابيين وقال انه كان يجب على وزارة الشؤون الإسلامية ابعادهم عن هذه المنابر لأن هذا الأمر يهم الأمة بأكملها. وكان الواجب على الخطباء في ذلك الوقت الاستنكار وتحذير الناس جميعاً من اعمال "الارهابيين" لأن ذلك يدخل في الحفاظ على أمن الدولة. فإذا تعرض امننا واستقرارنا إلى الاهتزاز فنحن الذين سندفع الثمن وهذا من الاخلال بمهمة المنبر فمهمة المنبر هي ملاحظة مشاكل الأمة ومعالجة قضاياها. اما إذا وجد في المجتمع من الخطباء من لا يهتمون بمثل هذه المسائل ولا ينبهون إليها ولا يحذرون منها فأنا أرى أن ابعادهم عن المنبر من باب أولى وأحرى. فالذين لا يستنكرون فإنهم مضنة بإساءة الظن بهم. فشبابنا يتعرضون الى البلاء والامتحان ومن البلاء والامتحان ان يساهم الخطيب والعياذ بالله في عدم بيان الحق وبيان ما يرفع شأن الأمة وما يحفظ لها أمنها واستقرارها.