كلمات، حبك سيدي عبّر عنها.. هي شعور التلاحم كالجسد الواحد، هي مشاعر الإحساس بفقد الشيء، هي كلمات تصف بعضاً من حقيقة الحال.. سيدي سلطان بن عبدالعزيز فدتك نفسي وولدي بقدر مالك في قلوب الناس من حب.. فما قابلت إنساناً في بلادي وغيرها إلا ويسأل عنك.. نتابع الأخبار ونسمع الأحاديث عنك نرتجي عودتك.. لست أنت من ادّعى الناس حبه خوفاً منه، بل فرضت حبك في قلوبهم بعظمتك في كل شيء، فأسكنوك سويداء أعينهم رمزاً لكل خير ومحبة.. أحبك صغارنا وهم لا يعرفون عنك سوى تلك الابتسامة التي لا تفارق محياك، فسألوا متى يرجع الأمير سلطان.. وأحبك شبابنا وهم يعرفون قيمة سلطان الأب، فسألوا كيف حال الأمير سلطان.. وأحبك رجالنا وهم يعلمون كرم وبشاشة ومواقف سلطان الخير، فدعوا الله في صلاتهم أن يحفظ الأمير سلطان.. وأحبتك نساؤنا وهن يدرين بشرف سلطان الشهامة، فبكين فرحاً بعافية الأمير سلطان.. حتى الأجانب في بلادنا يعلم الله أنهم سألوا عنك وأحسوا بضيق صدورنا لبعدك عنا... تعجز كلماتي حين تتحدث عنك كأنها تقول: ما أصعب ما وجهتني، أفي تاج الحب الأبوي سلطان رسمتني؟ أستعيد بعضاً من وقفاتك مع أبنائك وشعبك فأتغنى بالفخر، فكيف بكلها وهي لا تعد ولا تحصى، واستذكر قليلاً من كلماتك الخاصة والعامة فيتصور لي منطوق الحكمة والعقل، وأقرأ مواقفك التاريخية فيتبين لي تمكن الدهاء السياسي والاجتماعي، وأذكر مجلسك فأفتقد من جمع هيبة وحنكة القائد وعطف وشفقة الأب، وأقرن اسمك بأمجاد، مجدها علا وتسامى باسمك.. ويعلم القاصي والداني كرم سلطان الذي لا أبالغ إن قلت فيه ما قاله المتنبي: لا تطلبن كريماً بعد رؤيته إن الكرام بأسخاهم يداً ختموا فكم تفضلت وأكرمت ولم تنتظر شكر أحد من الناس وهم والله قد عجزوا عن الشكر وأنا أولهم فأنت كما قال الشاعر: ولا عيب في معروفه غير أنه يبين عجز الشاكرين عن الشكر تشرفت باستقبالك ضمن أبنائك عند وصولك إلى مدينة نيويورك في بداية رحلتك العلاجية وقلت في نفسي والله لا يضرك الله يا سيدي سلطان، فقد أحبك الناس، والناس هم شهود الله في أرضه. أبناؤك وشعبك في أحر شوق للقائك يا سيدي، فأسأل الله بعظيم قدراته أن يجعل الضُرَّ طهراً ونوراً، وأن يقر أعيننا بعودتك سالماً معافى من كل سوء..