اعتقد ان وصول المرأة السعودية إلى تولي مناصب قيادية في الدولة، ولعب أدوار مهمة على مستوى الأعمال والتجارة والاقتصاد والتربية والتعليم وكذلك الإدارة في القطاعين الخاص والعام، والمساهمة بفعالية مع الرجل في مسيرة التنمية التي تنتظم البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين، لم يكن وليد صدفة ولا ضربة حظ، وإنما نتيجة حتمية لما ظلت المرأة السعودية تراكمه من خبرات وتعليم طوال السنوات الماضية، إذ نجحت المرأة السعودية في التعبير عن ذاتها وطموحاتها بطريقة تناسب تربيتها ومجتمعها، بعيداً عن مزايدات الناقمين والخياليين، وذلك ما قادها إلى التميز في كثير من المجالات والتخصصات. ما وصلت إليه السعودية خلال السنوات القليلة الماضية من تطور وتقدم ونماء وخير ورفعة، يجعل أكثر المتشائمين متفائلاً بمستقبل وخير وأمن واستقرار يعم الجميع، ويفيض على الآخرين، خصوصاً ان كلمات ومواقف وقرارات خادم الحرمين الشريفين، صاحب الكلمة الوعد، والقول العهد الذي يسبقه العمل، والقرار الذي يسبقه التنفيذ والاعتماد، والرؤية التي لا تهمل شريحة من شرائح المجتمع، تترجم على أرض الواقع مباشرة، وتظهر آثارها ونتائجها على الجميع. خادم الحرمين الشريفين نصير المرأة الأول في السعودية، دفع نجاحات المرأة بتعظيم مكانتها ومنحها الفرصة في إدارة قطاعات حساسة في الدولة كتعيين الدكتورة نورة بنت عبدالله الفايز نائبة وزير التربية والتعليم لتعليم البنات، وقبل ذلك اطلق الملك اسم الأميرة نورة على جامعة البنات المشروع الذي يعتبر أكبر مؤسسة تعليمية خاصة بالبنات في المنطقة، ومؤخراً اتخذ مجلس الوزراء قراراً خص من خلاله وزارة التربية والتعليم باتخاذ التدابير الإدارية والتنظيمية الكفيلة بتأنيث الوظائف في القطاع التعليمي الخاص بالمرأة، ما يؤكد ثقة القيادة السعودية بالمرأة وقدرتها على المساهمة في مسيرة تنمية البلاد مثلها مثل الرجل، خصوصاً ان المرأة السعودية سبق وان حققت نجاحات كبيرة في مجالات عدة كالعمل الدبلوماسي وقيادة المؤسسات والجمعيات الخيرية، وكذلك حققت نجاحات كبيرة في إدارة الأعمال والتجارة والتفوق العملي، فقد أعلنت الصحف قبل أيام عن الفريق العلمي الذي تمكن من اكتشاف طريقة جديدة لتحلية المياه باستخدام تقنية النانو وكان ضمن الفريق امرأة سعودية، إضافة إلى تميز العديدات في مهنهن كالطبيبات والمهندسات والمعلمات، وحتماً هذا التميز والنجاحات المختلفة في جميع ساحات البذل والعطاء والانتاج. المرأة السعودية تصعد بثبات نحو الريادة والمساهمة الفاعلة في المجتمع، ليس نتيجة ثورة وتمرد ومجاراة الدعوات الجوفاء الفارغة التي تملأ الفضاء الكوني وتنادي بتحرر المرأة، ولكن نتيجة اطلاق مؤسسات تعليمية ضخمة متخصصة في تعليم المرأة السعودية ونتيجة عمل واجتهاد واثبات ذات، ونتيجة لوعي القيادة السعودية بضرورة الاستفادة من قدراتها ونجاحاتها في المساهمة الفاعلة في مسيرة تنمية الوطن، وذلك من خلال سن القوانين والتشريعات التي تناسب إسهاماتها وتقنن نجاحاتها بما يجعلها تصب في مصلحة الوطن، بعيداً عن القشور وجنوح المرأة نفسها، فالوطن يحتاج إلى كل أبنائه ذكوراً كانوا أو إناثاً، دون إحداث ضجيج لعزل نصف المجتمع عن المساهمة، والقيام بدورها في بناء هذا المجتمع كشريك لأخيها الرجل. المركز الإعلامي - جامعة الإمام محمد بن سعود