بمجرد أن سمعت صوتا يصم الاذان ورأت المياه المندفعة بقوة من المحيط جذبت جيه شاردا بناتها وركضت بأقصى ما تستطيع بعيدا عن الشاطئ. وعندما عاد الهدوء الحذر إلى ضاحية كودالور في ولاية تاميل نادو بجنوب الهند قفلت شاردا عائدة إلى الشاطئ للبحث عن ولديها اللذين كانا يلعبان الكريكت صباح الأحد. ولكنهما ظلا أثرا بعد عين حيث لم تعثر الأم على أي أثر لهما أو أصدقائهما أو حتى مضرب الكريكيت. وبدا الأمر كما لو لم يكونا هنا أبدا. ففي دقائق معدودة ابتلعهما البحر كما تقاذف القوارب ومزق شباك الصيد واقتلع الأشجار ودمر المنازل. وقالت شاردا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بالهاتف من كودالور «أنقذت بناتي ولكنني لا زلت أبحث عن ابني اللذين كانا يلعبان الكريكت على الشاطئ». وأضافت «كان علي أن أبحث عنهما بين جثث الأطفال المرمية على الأرض حيث الكثير من الذباب والرائحة العفنة. وينصحنا (مسؤولو المستشفى) بأن نرتدي الأقنعة أثناء عملية البحث عن أطفالنا. أريد أن أجد أبنائي». ويجري انتشال جثث متحللة في كودالور كل بضع دقائق. وذكر المسؤولون أن حصيلة القتلى في هذه الضاحية وحدها تجاوز 500 شخص. وارتفع في تاميل نادو إلى 2,400 وتجاوز 6,000 في عموم البلاد. وليس هناك أماكن كافية لجثث الموتى في المستشفيات ومستودعات الجثث التي تديرها الحكومة في كودالور. وألقيت الجثث المجهولة التي لم يسأل عنها أحد في الردهات والممرات. وقالت شاردا «إنهم يكومون الأطفال واحدا فوق الآخر. كان علي أن أرفعهم واحدا واحدا كي أبحث عن ابني هناك. لا يمكنك أن تميز ملامحهم انهم كثرة». وأردفت «انني أرملة. بيتي دمر. لا أعرف إلى أين أذهب. ماذا سأفعل مع بناتي؟ كيف سأطعمهم؟ كان يتعين على أن اعتني بأبنائي». وولولت قائلة «لقد فقدت زوجي عندما غرق في البحر. لقد كان صيادا. والآن ولديّ. نحن نرتزق من البحر». وبدأت مراسم دفن وحرق جماعية في كودالور فيما يخشى المسئولون من انتشار الأوبئة إذا ما تواصل تحلل الجثث. وشاردا مثل أمهات مكلومات أخريات قالت إنها طافت بعدة أماكن حيث رصت جثث الأطفال للدفن في الرمال. وانتقل العديد من سكان كودالور إلى الداخل وسط شائعات بانتشار المزيد من موجات المد القاتلة. وقالت شاردا إنها ستقف بجوار البحر ليومين آخرين انتظارا لعودة ابنيها.