تكشف ردة الفعل العفوية المتشائمة من قبل الأمين العام لنادي النصر علي حمدان التي التقطتها الكاميرا أثناء سحب قرعة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال على الهواء مباشرة الاثنين الماضي، والتي أعلنت مواجهة النصر لمنافسه التقليدي الهلال كشفت عن أنَّ المسؤولين النصراويين غير واثقين من قدراتهم في تجاوز هذه المرحلة؛ في ظلِّ مقابلتهم لبطل كأس ولي العهد، ووصيف بطل دوري المحترفين المليء بالنجوم الدوليين، والمدعَّم بالأجانب المؤثرين ذهاباً وإياباً؛ يقابل ذلك وضع نصراوي غير مستقر، وافتقاد للعناصر المحلية القادرة على مواجهة فرق المقدمة؛ فلا يوجد لاعب دولي واحد ضمن تشكيلته اليوم؛ أما الأجانب فالفريق (الأصفر) هو الأقل استفادة من خدماتهم، وباستثناء المدافع البرازيلي إيدير، لم يكن مواطنه إلتون حاضراً بالقدر الذي معه يحقق النقلة التطويرية في الحفاظ على توازن الفريق، وصناعة اللعب، كما أنَّ المصري حسام غالي أسوأ كثيراً من سابقه بجهده الضعيف، وخذلانه من وضع ثقته فيه، وتفرغه لمشاكسات لا تليق بمحترف خاض تجربة في إنجلترا ويطرد بالبطاقة الحمراء أمام أبها المتواضع؛ بينما يكفي الحكم على المهاجم العماني بفشله الذريع حين نتذكر أنه لم يتمكن من زيارة الشباك منذ أول يوم ارتدى فيه الشعار منتصف يناير الماضي. هلال اليوم ليس كهلال الأمس، وفقدانه لدوري المحترفين ليس وليد مباراة حاسمة؛ بل الصدارة كانت اتحادية خالصة طوال جولات الدوري؛ لكن (الأزرق) رغم هبوط مستوى عدد من أبرز من نجومه، وتأثير ذلك السلبي المتضح جلياً في دوري أبطال آسيا لا يزال الفريق حاضراً؛ على الرغم من الهزة التي خرقت استقراره التدريبي، فنجومه الدوليون، وأجانبه المؤثرون وراء بقائه قوياً؛ فاز ببطولة، وحلَّ ثانياً في أخرى. النصر وُضع في المستوى الثاني قبل إجراء القرعة، وكان من الطبيعي أنْ تضعه في مواجهة أحد الفرق الأربعة الأوائل في ترتيب الدوري، والحقيقة أنَّ الفرق الأربعة (الاتحاد، والهلال، والأهلي، والشباب) كلها مرشحة للفوز على النصر قياساً بالأوضاع الفنية؛ بل إنَّ سادس الترتيب (الاتفاق) بالنظر للأسماء التي تمثله في جميع المراكز هي أفضل من تلك التي تلعب للنصر؛ لكن رغم ذلك أرى أنَّ الأمين العام نظر لتبعات الخسارة جماهيرياً، وإعلامياً على إدارته في حال حدوثها أكثر من فرص فوزه بنتيجة المباراتين، والأجواء المحتملة للقاء (دربي) يحضر فيه النصر وهو في أسوأ حالاته!!. أفضلية الهلال المطلقة برأيي لا تعني أنه سيقصي منافسه بسهولة؛ فالنصر كشف مع الأرجنتيني إدقادردو باوزا قدرة في التعامل مع الفرق الكبيرة دفاعياً بتضييق الخناق عليها، وإن لم يكن لديه الإمكانية في خلق فرص التسجيل، في وقت كان وضعه مأساوياً مع صغار الفرق؛ بدليل خروجه أمام أبها بنقطة يتيمة من ست!!. ردة فعل الأمين العام لم تكن إيجابية، وافتقدت لما اشتهر به النصر من طرح الثقة بلاعبيه مهما كانت مستوياتهم، وإعلان الجاهزية التامة دون النظر للفريق المنافس.