دار أشيقر للتراث والتي تمثل قبل أن ندخل في جولة مختصرة داخل دار التراث، لنلقي نظرة سريعة على الصورة رقم 1 نواة اجتماعات بعض أهالي أشيقر ممن يرتبطون ببلدتهم القديمة برباط المحبة والألفة لمكانهم ومكان عاش فيه جيل سابق يمثل ذكراهم وذكرياتهم بكل أبعادها الجميلة والمؤنسة. هذا الصابوط المعروف بصابوط ابن مليك والذي يربط بين سوق المنتج وبقية الشمال من البلدة بما في ذلك مسجد الشمال، كان لهم معهم ذكريات قريبة وبعيدة، أما القريبة فكما نراها في الصورة حيث التلاقي ببساطة تامة وتقرب متناهي، وأما الماضي فالكل يعرف حنيننا إليه وارتباطنا به. أما دار أشيقر للتراث فإنها دار بجمال الحاضر وتصميمه وأصالة الماضي ومحتواه، دار أشيقر للتراث، من مسماها تتضح أهدافها، فهي دار تراثية شكلاً ومضموناً قامت بجهود ذاتية من بعض أهالي أشيقر، واتخذ وسط البلدة القديمة مقراً لها، حيث أقيمت في الجزء الشمالي من المجلس (السوق التجاري)، وقد جرى العمل في بناء الدار في العام 1424 - 1425ه، وهي الآن مفتوحة الأبواب كنافدة على التاريخ تربط بين حاضر جميل وقديم أصيل وتوفر دار أشيقر مكاناً وسط أشيقر القديمة كملتقى لأهالي البلد في المناسبات كالأعياد وغيرها، ومجلساً دائماً للأهالي ومركزاً لاستقبال الضيوف والزوار. أعدت هذه الدار لتضم متحفاً للآثار يحفظ فيه تراث الأجداد ليكون رسالة مقروءة وصورة تقرب الماضي بجيل اليوم وواقعاً ملموساً يفتح لطلاب المدارس والدارسين أبواباً يطلون من خلالها على الأمس وماضيهم المشرق. كما أعدت الدار لتقام فيها المحاضرات والأمسيات الشعرية، ويأمل القائمون على تأسيسها، أن تضم مكتبة وثائقية تكون مرجعاً للباحثين والمطلعين في المستقبل. ولعلي أعطي القارئ لمحات مصورة من داخل الدار، إنها تشعر الزائر لها والداخل من بوابتها بالامجاد والأصالة وهذه الجولة تهدف إلى أن تفتح هذه النافذة ليطل معها ولو بعض من شعاع الماضي ليراه جيل اليوم ماثلاً أمامهم. إنها ساحة تراثية أصيلة بدءاً من دخول الزائر من مكان باب المصاريع إلى أن يصل إلى وسط المجلس فكله يوحي بالقديم ويحكي قصة الأمس كاملة من خلال مكونات البلدة القديمة والتي تتوسطها دار التراث وحولها تصطف محلات البيع والشراء (الدكاكين) الصغيرة التي رممت أخيراً لتقاوم ولو بعضاً من عوامل الهدم والحت. إن أشقير اليوم بدورها ودكاكينها وطرقاتها وصوابيطها كما هي بالأمس تحتفط في مكوناتها بقصة الحياة والحركة والتجارة وقصة عاشها الأجداد في كل أعمالهم، ومعيشتهم، بتجسيد هذا المعنى في رؤية بقايا موروثهم الشعبي، وما سجله في صفحاته والتي مدادها لا يزال ندياً لم يجف بعد.