جاءت جوائز التفوق العلمي لتهتم بالضلع الثالث والرئيسي في العملية التربوية وهو الطالب/ الطالبة بتركيز وعناية خاصة بعد أن تفرغت وزارة التربية والتعليم للضلعين الآخرين؛ المنهج والمبنى المدرسي، وهي في جانب آخر إحياء لنهج تراثي إسلامي في تكريم طالب العلم وإجزال العطاء له إشارة إلى أهميته داخل المجتمع والآمال المعقودة عليه. وجائزة الجميح للتفوق العلمي الذي اقترحها ذات يوم الأستاذ أحمد البواردي من أهالي مدينة شقراء الوارفة ووافق عليها الشيخ محمد العبدالله الجميح - رحمه الله رحمة واسعة - بلا تردد وبأريحية وكرم منه - غفر الله له - احدى الجوائز الرائدة في دعم مسيرة التعليم والتربية وزرع بذرة التفوق في نفوس النشء الجديد حتى يكون سنة تربوية تدعم ما يلقاه هذا المجال من الرعاية والاهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ولعل الرقم المقابل للتربية والتعليم في ميزانية الدولة السنوية خير دليل وشاهد على أهمية العلم وطلبه وطلابه من الجنسين في بلدنا المعطاء، هذه الجائزة هي أيضاً متفوقة فقد تجاوزت مرحلة النجاح إلى مرحلة التفوق مثلما هو هدفها الأول وهو التفوق لا النجاح فقط وهو ما يؤصل لسيرة الابداع والابتكار وإذكاء روح التطوير والتفكير الدائم وبالتالي صناعة يد ليست عاملة فقط بل ومبدعة تتلقفها سوق العمل بالتقدير والاحترام والثناء، وهذه الجائزة السنوية النصف مليونية (500.000) ريال هي امتداد لتاريخ مدينة شقراء التي خرَّجت للوطن عدداً من العلماء والوزراء والمفكرين والأدباء والأطباء والطبيبات والمهندسين والمهندسات وقبل ذلك وصلة لتاريخها العلمي قبل مئات السنين حيث كانت بؤرة علمية غنية وما زالت. الشكر الطويل لهذه الجائزة التي تنضم مع مثيلاتها في مناطق المملكة لخدمة الوطن والمواطن، هذه الجائزة الثمينة في دلالاتها الوطنية قبل قيمتها المادية في إطارها المرئي تخدم حركة العلم والتعليم في مدينة شقراء وتوابعها من المدن والقرى والهجر والثناء والعرفان للقائمين عليها الذين يمتلئ رصيدهم بكثير من مثل هذه المبادرات والمبادلات التي تنم عن خلق إسلامي وقيم وطنية لأسرة الجميح التاريخية تجتمع في نقطة كبيرة هي أن العلم هو الرهان الأول والرابح الأكبر في مواجهتنا مع المستقبل. وأجزم أن العاملين على هذه الجائزة برؤيتهم الثاقبة ومرئياتهم الشاملة على رأسهم الشيخ محمد بن عبدالعزيز الجميح وأمينها الأستاذ عبدالعزيز المسند يتطلعون إلى تطوير أدائها وتعميق شأنها والوصول بها إلى مراتب أعلى ومرافئ جيدة وهم أهل لذلك وقادرون عليه وسيساعدهم في ذلك حبهم لخدمة المنطقة وسمو أهداف الجائزة ولعلهم يرون ان اقتراح إنشاء مبنى دائم للأمانة العامة لجائزة الجميح للتفوق العلمي وحفظ القرآن الكريم سيسهم بكثير من الدفاع لها وسيرفع أداءها ونشاطها وفاعليتها داخل المجتمع وسيكون المبنى داعماً من جهة أخرى للأنشطة التي تنفذها إدارة تربية وتعليم محافظة شقراء كأن يكون ملحقاً به مسرح أو قاعة أو صالة للاحتفالات التعليمية، هذا مجرد اقتراح بسيط لكنه لن يكون بحجم هذه الجائزة البارعة الفارعة اليانعة ودورها التعليمي والتربوي وقبل كل ذا وذاك دورها الوطني العميق.