بعد التوتر الذي شاب العلاقات السورية اللبنانية اثر خروج القوات السورية من لبنان، انطلقت في دمشق أعمال مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية بمشاركة 150 باحثا ومفكرا من البلدين الجارين. وفي كلمة لها بافتتاح المؤتمر أكدت الدكتورة نجاح العطار نائب الرئيس السوري على أن العلاقات الطبيعية ينبغي أن تعود بين البلدين وليس التطبيع في العلاقات بينهما وأضافت "لا ينبغي الحديث عن تطبيع العلاقات بين سورية ولبنان مهما كانت الظروف والمؤامرات التطبيع لا يكون بين الإخوة فالعلاقة الطبيعية التي كانت هي التي ينبغي أن تعود وأن تسود". ويشارك في المؤتمر أكثر من 150 مفكراً وباحثاً بارزاً من سورية ولبنان، بهدف إطلاق حوار جاد لتسليط الضوء على المحطات التاريخية التي مرّت بها العلاقات بين البلدين والتعرّف على مكامن القوة والضعف فيها تمهيداً لإحياء العلاقة وفق رؤية الانفتاح والتكامل. وأكدت العطار أن كل ما يجري في لبنان يهمّ سورية وكل ما يجري في سورية يهم لبنان، ولا سبيل إلى إنكار المحن السوداء التي ألمّت بنا وإلى حجم التداعي الحزين الذي أصاب مشتركاتنا". وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال في مقابلة مع صحيفة السفير اللبنانية الشهر الماضي إن الأخطاء في العلاقات السورية اللبنانية مرتبطة بأشخاص وليس بسياسات، وأضاف أن سورية أخطأت في التعاطي مع الوضع الداخلي اللبناني. وأكد أن المشكلة سورية لبنانية وهناك طرف في لبنان ربط نفسه بسورية ربطا مصلحيا وليس مبدئيا. ويأمل أكاديميون وباحثون سوريون أن يخرج المؤتمر بتصورات واقعية تؤسس لمرحلة جديدة في علاقات البلدين. من جهته أكد الدكتور سليم الحص رئيس الوزراء اللبناني الاسبق اهمية وحيوية انعقاد مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية بمشاركة نخبة من مفكري وباحثي البلدين الشقيقين لقراءة واقع هذه العلاقات وافاقها وفق رؤية تقوم على الانفتاح والتكامل . وقال الحص في كلمته أن ما مرت به العلاقات السورية اللبنانية من توتر بلحظات معينة كان بسبب عوامل خارجية لذلك لابد من بحث هذه العلاقات من مختلف جوانبها الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية والشعبية برؤية منفتحة انطلاقا من ان سورية ولبنان بلدان شقيقان وجاران . ويضم المؤتمر 16 جلسة تتناول بلاد الشام في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبناء الدولة المستقلة في سورية ولبنان، وثقافة واحدة، نضال مشترك، مصير واحد، وبلاد الشام في الحرب العالمية الأولى"، و"لبنان وسورية في ظل الانتداب الفرنسي"، و"سورية ولبنان في المرحلة الراهنة, الواقع والآفاق المستقبلية". ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت تشهد العلاقات السورية اللبنانية تطورا، بعد أن قرر البلدان إقامة علاقات دبلوماسية بينهما لأول مرة في تاريخهما، كما يأتي قبل أيام من بدء السفير اللبناني في دمشق، ميشيل خوري، مهامه بشكل رسمي.