اعطى قاض فدرالي في واشنطن أمس الأول للمرة الاولى لبعض المعتقلين في سجن باغرام العسكري الاميركي في افغانستان حق الطعن في اعتقالهم امام محاكم اميركية على غرار معتقلي سجن غوانتانامو. وكتب القاضي جون بيتس في قراره ان "معتقلي سجن باغرام الذين ليسوا مواطنين افغان ولم يعتقلوا في افغانستان وسجنوا لفترة اطول مما ينبغي - في هذه الحالة اكثر من ست سنوات- بدون حق المثول امام محكمة يمكنهم الطعن في قرار اعتقالهم". وكانت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما عارضت منح هذا الحق. واعلنت وزارة العدل الخميس انها "تدرس الملف" لكن بدون اعطاء توضيحات حول احتمال استئناف هذا القرار الذي يفتح الباب أمام تقديم عشرات الاجراءات القانونية في واشنطن. يشار الى ان المعتقلين في سجن باغرام وعددهم يفوق ستمائة، اوقفتهم ادارة جورج بوش السابقة لاعتبارهم "مقاتلين اعداء" وسجنوا بدون توجيه التهم اليهم او محاكمتهم ولم يقابلوا اي محام منذ فتح السجن. وقالت باربرة اولسانسكي الاستاذة في جامعة ستانفورد والتي تدافع عن عشرين معتقلا في باغرام لوكالة فرانس برس "سنقدم على الفور طلبا للتمكن من لقاء موكلينا" معتبرة قرار القاضي بيتس بانه "رائع فعلا". وكان يمنيان وافغاني وتونسي اعتقلوا في اليمن ودبي وتايلاند طلبوا من القضاء الاميركي منحهم نفس الحقوق التي يحظى بها معتقلو سجن غوانتانامو. وكانت المحكمة العليا الاميركية سمحت في يونيو 2008 لمعتقلي غوانتانامو بالطعن في قضية اعتقالهم امام المحاكم الفدرالية. واعتبر المدعون انهم اودعوا سجن باغرام في وقت كان يمكن ان يكونوا معتقلين في غوانتانامو. وربط القاضي بيتس قراره بقرار المحكمة العليا لكنه اعتبر ان "العراقيل العملية" لافساح المجال امام معتقلي باغرام بالاستفادة من الحق نفسه هي "اكبر، نظرا لان سجن باغرام يقع في ميدان عمليات حاليا". واضاف القاضي "لكن هذه العراقيل يمكن تخطيها". على صعيد آخر، اعلنت مصادر متطابقة ان فرنسا تدرس اجراءات استقبال معتقل جزائري في سجن غوانتانامو الذي يرغب الرئيس الاميركي باراك اوباما في اقفاله قبل نهاية يناير 2010. وكان القضاء الاميركي قد برأ جزائريين معتقلين في غوانتانامو هما الاخضر بومدين (42 عاما) المضرب عن الطعام منذ اكثر من عامين وصابر الاحمر (39 عاما). وقال مسؤول اميركي لوكالة فرانس برس ان فرنسا تدرس امكانية استقبال معتقل جزائري سابق في غوانتانامو "بسبب وجود علاقات تاريخية بين فرنسا والجزائر". واكد مصدر مقرب من المحادثات الجارية بين وزارة الخارجية الاميركية وفرنسا فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "المفاوضات تجري حاليا حول جزائري واحد".