احترقت مكتبة آل نصيف في جدة قبل أشهر وكتب الشيخ زهير الشاويش مقالاً بعد سماعه بذلك الخبر حيث أن له علاقة بهذا البيت وهذه المكتبة جاء فيه : الأخوة الأكارم آل نصيف بمدينة جدة عروس البحر معالي الأخ الدكتور عبدالله عمر نصيف سعادة المحامي الشيخ عبدالرحمن نصيف الداعية الأخت الدكتورة فاطمة نصيف وجميع العائلة حفظهم الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد علمت اليوم من الأخوة في نشرة «ملتقى أهل الحديث» ومقال الأستاذ خضر سند حفظه الله. بالخبر المزعج، احتراق المكتبة القيمة الأثرية. بجوار بيت العلامة الشيخ محمد حسين نصيف عليه رحمة الله تعالى (1). فحزنت وتأسفت، وأنا الذي عرفت البيت الكريم المفتوح للناس الأغنياء والفقراء للطعام والشراب والمنام. والمرجع المعتمد للعلماء وللمؤلفين والكتاب والمحققين من مختلف البلاد والأصناف. وكم لقيت في الدار العامرة كبار أهل العلم والمعرفة والحكم والسياسة، وقد ابقى الله لكم الذكرى الدائمة، وجعلكم من المحافظين على كل ذلك. بارك الله بكم وأبقاكم ذخراً. وما علمته من مصابنا (كلنا) بالمكتبة، هو محل حزن لكل من عمل بالكتابة والتاريخ والتأليف والطباعة والنشر، وكنت ممن استفاد من ذلك. وكيف لا أكون كذلك، وكنت أحد وكلاء الجد في دمشق وبيروت اتخير له الكتب المناسبة، والمنفذ لمطبوعات سمو الشيخ علي آل ثاني، الذي طبعت له العشرات من الكتب السلفية، وكذلك كتب المكتب الإسلامي، والكتب التي يطبعها لمفرده أو مع شركاء. وأرسل له كميات من المطبوعات لتوزع على الناس (كل الناس) أيام الحج في الشهر ا لحرام، ثم أيام السنة كلها في العمرات، وكان الجد يتولى توزيعها على مختلف البلاد الهندية (بواسطة أخوالكم) والأفريقية باصحابه وأحياناً الأوروبية، فضلاً عن نجد والحجاز. كما كنت مصاحباً للجد والدارس على زملائه من مشايخي: أمثال محمد بهجة البيطار، ومحمد كامل القصاب، وسعدي ياسين. ومحمد بن مانع، وعبدالعزيز بن باز، والمعلمي، والطنطاوي، وابن سعدي والهلالي. وبدارته العامرة بالمشايخ عبدالله بن حميد، والشنقيطي، وابن عثيمين، وأمين الحسيني، وعبدالرزاق حمزة والقلقيلي، والسباعي، والعطار والعشرات غيرهم. وأخيراً فقد وجدت من اهتمامكم بالمكتبة يا آل نصيف - المتابعة بأغنائها بما يبقيها عامرة بالمصورات للمخطوطات النادرة، والمطبوعات، والدوريات والمجلات والصحف مما يرفع الرأس. والله أسأل أن يحسن مثوبتكم عن كل ذلك. واليوم (وقد حلت المصيبة) في المكتبة (ولستم أنتم وحدكم من يتحمل تبعة ذلك). فأنتظر منكم متابعة العمل على إحيائها مجدداً. وبذل الجهد المناسب المأمول لذلك. وانني وان بلغت من الكبر عتياً، فانني على استعداد للمساعدة بكل ما أكلف به، أو يقوم بذلك أولادي المشرفون على المكتب الإسلامي: المؤرخ بلال والمهندس علي، وإن المكتب الإسلامي عليه حقوق المشاركة في دمشق وبيروت وعمان، بكل ذلك أىضاً. والله أسأل أن يحفظكم ويبقيكم بخير للعلم والدعوة السلفية الحقة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم زهير الشاويش (1) انظر كتابي «محمد نصيف وذكريات لا تنسى»