واصل منتخبنا الوطني صحوته وانتصاراته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بعد فوزه الصريح على شقيقه الإماراتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين ونجح في تكرار ملحمته الكروية عندما قلب الخسارة 1/2 إلى فوز غال 2/3 مكنه من كسب النقاط الثلاث وايداعها في رصيده النقطي معززاً حظوظه في التأهل لكأس العالم للمرة الخامسة على التوالي. وفيما شهد شوط المباراة الأول مستوى متذبذباً ومتوسطاً فنياً من منتخبنا ومع تقدمه بهدف عبده عطيف عن طريق ضربة جزاء إلا أنه كانت هناك أفضلية في هذا الشوط للأشقاء الذين عدلوا النتيجة وتفوقوا بهدف جميل لإسماعيل مطر. ولعل تدخل بسيرو في الشوط الثاني اسهم في تبدل الأداء والسيطرة السعودية عندما أدخل حسين عبدالغني وصالح بشير بديلين لصاحب والشمراني البعيدين عن مستواهما ليعدل منتخبنا النتيجة 2/2 ويعلن تفوقه بهدف الصقر المتألق نايف هزازي. وبدأت المباراة بهجمة مفاجئة للمنتخب الإماراتي أضاعها محمد الشيحي ومرت أمام مرمى وليد عبدالله بسلام. بعدها أحس أفراد المنتخب السعودي بالخطورة المبكرة وسرعان ما ردوا بهجمة منسقة من الجهة اليمنى حيث محمد نور الذي أرسلها بالمقاس كعادته لنايف هزازي المتوثب ولكن المدافع الإماراتي فارس جمعة يرتكب خطأ بحق الهزازي ويتسبب بركلة جزاء سعودية تصدى لها عبده عطيف أرسل الحارس للزاوية اليسرى ووضعها بكل ثقة في الزاوية اليمنى تهادت حتى لامست الشباك معلنة هدف التقدم للمنتخب السعودي. وفي الدقيقة 14 توغل الشمراني بكرة باتجاه عمق منطقة الجزاء الإماراتية ضغط عليه المدافعون وتأخر في التمرير حتى طالت عليه ورغم ذلك غمزها بقدمه تجاه المرمى ارتطمت بالقائم وارتدت للهزازي الذي فضل أن يطوح بها فوق العارضة بدلا من تمريرها لمحمد نور البعيد عن الرقابة. بعد تلك الهجمة الخطرة استمر اللعب سجالاً بين الفريقين وبدا أن المنتخب الإماراتي استعاد ثقته التي اهتزت بعد الهدف فبادل منتخبنا هجماته وهدد مرمى وليد عبدالله غير مرة حتى أرسل اسماعيل مطر كرة عالية للشيحي الذي استغل عدم خروج وليد عبدالله لها فحركها برأسه تجاه المرمى السعودي معلناً لحظة التعادل. وبعد محاولات سعودية عديدة لاسترداد التقدم باءت كلها بالفشل وحينما وصلت المباراة لدقائقها الإضافية فاجأ إسماعيل مطر الجميع حينما مارس عادته المحببة وصوب كرة مليئة بالروعة من مسافة بعيدة لم يرها وليد عبدالله المتقدم عن مرماه إلا وهي ترتد من الشباك لينتهي هذا الشوط بتقدم إماراتي بهدفين مقابل هدف واحد. بدأ المنتخب السعودي الشوط الثاني بدخول حسين عبدالغني بديلاً لصاحب العبدالله وضغط واضح بحثاً عن هدف التعادل حيث استمر اللعب لفترة طويلة في نصف الملعب الإماراتي وبشكل مفاجئ وجه عبده عطيف كرة لداخل الصندوق اعترضها الدفاع الامارتي لتتجه بالخطأ متهادية بجانب القائم الإماراتي ركلة ركنية سعودية يتصدى لها عبده عطيف ورفعها جميلة تجاه نور البعيد عن الرقابة الدفاعية ولكن الأخير أرسلها برأسه خارج المرمى الإماراتي. بعدها بدقائق تبادل لاعبو المنتخب السعودي الكرة بشكل جميل بدأها عبدالغني بإرسالية طويلة لنور الذي مررها بدوره لأحمد عطيف ومن عطيف تجاه الهزازي ولكن الدفاع الإماراتي ضايقه لترتد أمام صالح بشير البديل للشمراني والذي صوبها تجاه المرمى ولكن الحارس الامارتي ماجد ناصر تصدى لها ببسالة وأخرجها لركلة ركنية لم يستفد منها المنتخب السعودي. وفي الدقيقة 70 تسرب محمد نامي من الجهة اليمنى بشكل بديع وأرسل كرة أرضية ولا أروع أمام المرمى الإماراتي انزلق عليها المدافع الإماراتي مبارك جمعة وأرسلها بالخطأ داخل مرمى ماجد محمد معلنة هدف التعادل السعودي. بعد هدف التعادل عادت الروح للمدرجات المكتظة ب 75 ألف متفرج وارتفعت وتيرة المباراة وزادت رغبة لاعبي المنتخب السعودي بالفوز واستمروا بالضغط على المنتخب الإماراتي وتحصلوا على ركلة ركنية في الدقيقة 83 تصدى لها بديل عبده عطيف محمد الشلهوب وأرسلها داخل الصندوق لترتد وتجد صالح بشير الذي تجلى بكرة عرضية أرسلها بالمقاس تجاه رأس الهليكوبتر السعودي نايف هزازي الذي ارتقى فوق الجميع بمن فيهم الحارس الإماراتي ماجد محمد وضربها بكل قوة تجاه المرمى معلناً بدء لحظات الاحتفال بالفوز الثمين والتي استمرت حتى نهاية اللقاء.