بدأت تظهر في الآونة الأخيرة لدى العديد من الفتيات بعض الاشتراطات الغريبة والطريفة لاتمام عقد الزواج اختلفت عن المطالب التقليدية كالسماح للزوجة باكمال تعليمها أو العمل بوظيفتها، ومن أبرز هذه الاشتراطات ان تكون عصمة الطلاق بيد الزوجة وان يتقن الزوج اللغة الإنجليزية. «الرياض» أجرت تحقيقاً حول هذا الموضوع وخرجت بالأراء التالية.. تقول وجدان الجهني متزوجة منذ سنتين كان حلمي ان أمتلك أحد الخيول وكثيراً ما طلبت والدي إلاّ ان الظروف المادية كانت تحيل دون تحقيق هذه الرغبة لهذا قررت ان يحقق لي الخاطب هذه الأمنية وأثار هذا الطلب تعجب كل من حولي وخصوصاً العريس الذي تفهم أنه من حقي ان اشترط ما أريد ووافق ان يشتري لي خيلاً أبيض باعتبار أنه فارس أحلامي. كما تذكر سهام ان من أغرب الشروط التي سمعتها ما حدث مع أخي حين أخرج والد العروس ورقة مليئة بالشروط القاسية كان أغربها ان تكون العصمة بيد الزوجة وان يكتتب بالأسهم لجميع أفراد عائلتها وان يقيم لها احتفالاً يشبه احتفالات ألف ليلة وليلة من حيث الفخامة والبذخ وبالطبع لم يوافق أخي على هذه الشروط وذهب بلا عودة لتلك الفتاة وعائلتها. وتذكر صالحة العنزي أنها انفردت بين معارفها بأحد الشروط غير التقليدية حيث اشترطت ان يأخذها للحج وان يمنع دخول القنوات الفضائية للمنزل ولله الحمد وافق العريس على هذا الشرط ووعدني ان تقوم بأداء العمرة في كل عام. كما اشترطت هيفاء ان يكون مهرها حفظ الخاطب لجزء (تبارك) وجزء (عم) إضافة إلى تركه للتدخين في حين اشترطت شقيقتها من خاطبها انقاص وزنه وعدم سفره للخارج. وبندم بالغ تروي مها قصتها مع زوجها السابق حيث تقول: تقدم لي أحد أقاربي يقيم ويعمل في إحدى القرى لهذا كان شرطي ان أسكن في المدينة وبالقرب من أهلي وقد وافق الزوج على ذلك إلاّ أنه رفض البقاء على هذا الشرط بعد الزواج وحدثت مشاكل كثيرة بيننا لهذا السبب حتى انتهت حياتنا بالطلاق. أما حصة فقد فاجأت الجميع بشرطها تقول حصة: تقدم لخطبتي شاب على دين وخلق ولا ينقصه شيء غير أنني لاحظت ان هذا الخطيب والد متزوج من ثلاث سيدات وجميع اخوته كذلك لهذا طلبت منه ان يقسم يميناً بأن لا يتزوج علي وبالفعل أقسم أمام الجميع على المصحف ان لا يتزوج علي إلاّ في حالة عدم إنجابي. في حين ان سعاد لا ترى في شرطها أي غرابة تذكر حيث تقول: سوف اشترط على من يتقدم لخطبتي ان يجيد اللغة الإنجليزية وذلك لرغبتي في السفر للخارج للدراسة والسياحة. من جهة أخرى، ذكر الشيخ عبدالعزيز الشهري مأذون أنكحة والمشرف العام على موقع دعاة القرآن ان من أجمل المواقف التي مرت عليه ومازالت عالقة في ذاكرته لندرة حدوثها في زمننا هذا حيث يقول: دعيت في إحدى المرات للعقد بين زوجين وأثناء كتابة الشروط سألت اخا الفتاة عن شروطهم فقال: هناك شرط واحد فقط ان يقوم الخاطب بتحفيظ أختي القرآن كاملاً فاستدعيت المخطوبة للتأكد من موافقتها وسألتها عن شرطها لكنها أضافت شرطاً آخر وهو تعليمها تجويد القرآن الكريم فما كان من الخاطب إلاّ ان يقدم لها مهر ثلاثون ألف ريال تكريماً لهذه الأسرة المباركة. ويضيف الشيخ عبدالعزيز قائلاً: لن أنسى ان إحدى الفتيات اشترطت عند عقد نكاحها ان أكتب إحدى آيات القرآن الكريم بالعقد وبالفعل قمت بكتابتها وقد علمت ان الفتاة حافظة لكتاب الله فلم استغرب منها هذا الشرط. وينصح الشيخ الشهري كل فتاة مقبلة على الزواج أن تحرص عند اختيار الزوج المناسب على شرطين أساسيين هما الدين والخلق فهما من أهم مقومات الحياة الزوجية السعيدة وعدم كتابة الشروط غير الجائزة شرعاً والتي لا يبطل العقد بكتابتها كالآتي تطلب أن تكون العصمة بيدها. ويذكر الكاتب الإسلامي أحمد المعبي أن هناك شروطا غريبة ومجحفة تشترطها بعض الفتيات عند عقد القران لعل أهمها طلاق ضرتها، ولا شك أن هذا خارج الحكمة وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقد حدث أن اشترطت إحدى الفتيات على الخاطب أن يسلمها الراتب الشهري كاملاً عند استلامه وألا يذهب لزيارة بعض الأسر أو عدم السهر خارج المنزل. كما أن هناك فتيات يشترطن أن يغير الزوج وظيفته مثل أن يعمل داخل المطار بدلاً عن الطائرة أو أن يغير وظيفته في البنوك.. وأنا أقول لهؤلاء الفتيات أن يتقين الله في السر والعلن ولتعلم كل فتاة أن البر لا يبلى والذنب لا ينسى والدين لا يموت وكما تحب الفتاة أن تعامل يجب عليها أن تعامل الآخرين وخصوصاً الزوج. كما يضيف الشيخ سعود العنزي إمام وخطيب جامع الملك فهد وعضو المجلس البلدي بتبوك ومأذون عقد الأنكحة بتبوك أن من أهم المواقف التي استوقفته عندما حضر ليعقد قران وعند كتابة الشروط اشترطت الفتاة أن يكفل الخاطب يتيما بدلاً من الشروط الأخرى.. ويقول الشيخ سعود: لقد تفاجأت بأن ما طلبه والد الفتاة لم يكن كالمعتاد، حيث اشترط أن يكفل العريس يتيما بمبلغ قدره ثلاثة آلاف ريال ومن تكن هذه بدايته. أسأل الله أن ييسر له حياته ويرزقه من حيث لا يحتسب. ونصيحتي لكل فتاة عند إملائها للشروط أن تحفظ حقوقها العامة التي ترغب بها ولا تتردد فهذا من أبسط حقوقها التي أوجبها الشرع كوجود منزل مستقل أو إبقاء أبنائها عندها إذا كانت مطلقة أو أرملة أو غيرها من الشروط لأن كتابة هذه الشروط يقي الزوج والزوجة من كثرة المشاكل التي قد تحدث مستقبلا. وحول هذا الموضوع يعلق الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز الجهني قاضي المحكمة العامة بالرين وخطيب جامع الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود بحي الصحافة بالرياض قائلاً: لقد كفل الإسلام للمرأة حقوقها وأكمل له بيان واجباتها وجعلها ولية على نفسها ومالها إلا في النكاح على القول الصحيح لأهل العلم ولا تنكح إلا بإذنها وحاجتها إلى الولي في النكاح، إنما هو من باب تدبير شؤونها ورعايتها ولأن الأصل فيها الحياء، وإلا فإن ما يدور في مجلس العقد هي التي تدبره وترعاه وتكفله فلها الحق أن ترفض أو توافق ولها الحق أن تشترط ما تشاء من حيث الأصل وقد اهتم الشرع ببيان شروط النكاح وما يتعلق بها فقد عرف الفقهاء الشروط في النكاح بأنها: إلزام أحد المتعاقدين الآخر بسبب العقد مما له في منفعة.