كثيرا ما نسمع عبارة (توجهاتنا لتحقيق إدارة بلا ورق) ولكن حقيقة هل هذا هو واقعنا أو اتجاهنا أو حتى بداية خطواتنا منذ أعلن عن هذا المسمى؟ إن ما نراه في الميدان التربوي والتعليمي إنما هو زيادة في كمية المعاملات الورقية وما يتبعها من فواتير قيمة لهذا الورق ولا ننسى الأقراص المضغوطة المطلوبة كمرفقات للبيانات الورقية. وأيضا قيمة مواصلات الحارس فقد يكون الوحيد في المدرسة ولا يوجد مراسل معه مما يضطر إدارة المدرسة للاستعانة به في تسليم المعاملات المتكررة تحت عبارة (ضروري اليوم يتم التسليم) وفي اليوم التالي يتكرر الطلب بصياغة أخرى وهكذا وفي نهاية الشهر يطلب الحارس المسكين بقيمة مشاوير المدرسة فهو ليس مسؤولا عن قيمة البنزين والله أعلم هل هو نوع (95 أو 91). وفي جميع الأحوال فلأن سيارة الجيب المتهالك لديه تشكو من الزمن لدرجة أن مشوار ربع ساعة بها قد يستغرق الساعة وما في اليد حيلة فعلى المديرة الاستفادة نن جميع الامكانيات لديها حتى لو متهالكة... ترى أين نحن هل حقيقة نضع أقدامنا على أرض صلبة بين هذه الأوراق التي قد تشتمل على بيانات متكررة ترد من عدة أقسام بنفس الطلب وقد تحتمل الخطأ بسبب التكرار (أين قاعدة بيانات تقوم بتعبئتها مرة واحدة يستفيد منها الجميع). ضاعت الطالبة وكثرت حالات العنف المدرسي لأن ما يطلب من بيانات قد تكون يومية تستدعي معدة ومراجعة واعتماد مديرة لن توقع قبل أن تراجع تتذكر دائماً وهي تراجع عبارة (المديرة مسؤولة مسؤولية تامة في حالة التأخير) أين هو التأخير في بيان قد يتطلب إعداده العودة لسجلات من عام وعامين في أرشيف يحتاج إلى توسعة خاصة في المدارس الكبيرة! أيها المسؤولون.. لدينا في بلادنا المعطاء أرض الخير شخصيات قيادية رائعة يشهد لها قديرات هن من أوائل المؤسساات في مجال التربية والتعليم لم يجدن مخرجا من المعاناة والضغوط سوى تعبئة ورقة التقاعد المبكر... فهل هذا هو الحل؟ لن أقول هنيئا لمشوار يبدأ بتقاعد مبكر لنخبة من العاملات الرائعات في سلك التربية والتعليم واللاتي ليس لديهن سوى إجابة واحدة عن سبب تقاعدهن رغم حاجة البعض للعائد المالي المقتص (تعبنا من كثرة الضغوط والمعاناة فلنشتري صحتنا وما يقتنص من الراتب بدل رسوم زيارة الأطباء من أمراض الضغط والسكر...). أقول وبصدق وبكل أمانة.. أصبحت أحتاج اكثر من الدوام الرسمي حتى أتابع مشكلة طالبة أو مراجعة بيان أو تنفيذ تجارب تعليمية أقتنع بها تماما. فهل هناك من معين بعد الله لأحقق ما أريد تحقيقه من اجل الأجيال! ولأجد الطالبة وأحافظ على المعلمة.