دعا الممثل الخاص للأمم المتحدة في افغانستان النرويجي كاي ايدي امس الاول الحكومة الافغانية الى العمل لطمأنة المعارضة بأن الانتخابات المقبلة ستكون "نزيهة وشفافة". وقال النرويجي ايدي امام مجلس الامن الدولي "يجب ان تظهر الحكومة الافغانية انها ستقوم بكل ما بوسعها لتؤكد للمعارضة ان الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة وان موارد الادارة لن تبدد". وأوضح ان التحدي السياسي الاساسي حاليا هو تسوية النزاع حول ما سيحدث بين 22 ايار/مايو عندما تنتهي الولاية الرئاسية لحميد كرزاي والانتخابات المقرر اجراؤها في 20 آب/اغسطس. وتابع "على جميع الاطراف المعنية الحكومة والمعارضة والاسرة الدولية، ان تدرك النتائج التي ستترتب على عملية انتخابية غير نزيهة وتجري بشكل سيئ". وكان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب تمديد مهمة بعثة الاممالمتحدة في افغانستان التي تنتهي الاثنين المقبل، لمدة عام للمساعدة على تأمين انتخابات نزيهة. وحذر من خطر اجراء الانتخابات في "مرحلة تتكثف فيها المعارك" في اشارة الى تمرد حركة طالبان. ويتوقع ان يقر مجلس الأمن تمديد مهمة بعثة الاممالمتحدة في افغانستان مطلع الاسبوع المقبل. من جهتها، قالت ممثلة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة روز ماري ديكارلو ان "الولاياتالمتحدة تعتبر الانتخابات المقبلة حدثا استراتيجيا في افغانستان". واضافت "ندعم انتخابات حرة ونزيهة يتمكن خلالها الافغان من اختيار قادتهم بدون التعرض لاي تهديد". واكد ايدي في كلمته امام مجلس الامن تحسن التنسيق بين بعثة الاممالمتحدة والقوات المسلحة بقيادة اميركية. وقال "يجب ان نتعلم العمل معها وخلافا لما قمنا به في الماضي". ووسط مؤشرات على تدهور الوضع الامني، قال ان بعثة الاممالمتحدة اتخذت المبادرة في المسائل المتعلقة ب "الضحايا المدنيين وبعض التصرفات التي قام بها عسكريون لا يحترمون كما يجب حساسيات الثقافة الافغانية". واضاف ان "عدد الضحايا المدنيين ارتفع بنسبة اربعين بالمئة العام الماضي". واكدت ديكارلو ان القوات بقيادة اميركية تتخذ "اجراءات استثنائية لتجنب وقوع ضحايا مدنيين (...) خلافا لحركة طالبان التي تهاجم مدنيين وتعرضهم للخطر". كما عبرت عن قلقها "لتدهور الظروف الامنية في الجنوب حيث تسيطر حركة التمرد حاليا". من جهة اخرى، ساهم تصاعد تمرد طالبان في ابطاء عملية اعادة الاعمار وعزز الفساد وتهريب الافيون والهيرويين. ودعا ايدي القوات العسكرية الدولية الى ان "تنقل موارد التنمية عبر المؤسسات المدنية ومن الافضل الافغانية، بدلا من القيام بالعمل بنفسها". واضاف ان "ذلك سيجعل العمل اقل كلفة واكثر ثباتا وسيعزز موقف السلطة الافغانية في نظر الافغان". وأعلنت الأممالمتحدة أمس الاول أن بان كي مون سيتوجه الأسبوع المقبل إلى موسكو لحضور مؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون الذي سيعقد لمناقشة التهديد الأفغاني المتزايد للامن الاقليمي. وقالت الأممالمتحدة إن المؤتمر الذي ستشارك فيه الدول الخمس التي تنتمي للمنظمة سيعقد في 27 من الشهر الحالي وسيركز على تأثير الموقف في أفغانستان علي الدول المجاورة لها". من ناحية اخرى تنوي الحكومة الاميركية نشر المزيد من المدنيين في افغانستان لمواكبة التعزيزات العسكرية المقررة، حسب ما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت وودالخميس. وفي اطار استراتيجيتها الجديدة في افغانستان التي ستعلن عنها خلال الايام المقبلة، تنوي وزارة الخارجية نشر 51 مدنيا اضافيا في افغانستان، حسب ما قال وود خلال لقاء مع الصحافيين. واوضخ ان الوزارات الاميركية الاخرى ستشارك في هذا الجهد المدني الهادف الى تطوير التنمية الاقتصادية والسياسية في البلاد. وأضاف "كما قال الرئيس (باراك) اوباما، يجب ان نعزز التزامنا في افغانستان. واحد الاشياء التي نحاول القيام بها هو زيادة عدد المدنيين". وحسب صحيفة النيويورك تايمز، فان اوباما يرغب ايضا في تعزيز قدرات قوات الامن الافغانية بشكل واضح على امل حمل الاستقرار الى البلاد التي تشهد تمردا من قبل حركة طالبان. من جانبه اعلن وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير ان ست دول من الاتحاد الاوروبي اتفقت مساء الخميس على ارسال قوة من الشرطة الاوروبية لدعم الشرطة الافغانية. وأكد ان الدول الست الاعضاء في قوة الشرطة الاوروبية (فرنسا وايطاليا وهولندا والبرتغال ورومانيا واسبانيا) وافقت على اقتراح قدمته باريس بهذا الخصوص. وأضاف ان "دول هذه المجموعة والدول الاوروبية وافقت" خلال عشاء لوزراء الخارجية اقيم على هامش اليوم الاول للقمة الاوروبية في بروكسل. واكد ان بامكان تركيا ان تشارك ايضا في القوة. واوضح ان "الاتراك هم في المجموعة ولكن ليس بشكل كامل وسنحاول تقديم اقتراح مشترك" بهذا الخصوص. ويجب ان توافق مجمل دول الاتحاد الاوروبي على هذا الاقتراح.