اعتدنا سماع هذ العبارة الدالة على الترف أو الرفاهية أوالتنعّم والوفرة . فإذا قيل فلان ولد وفي فمه ملعقة من ذهب فمعنى هذا أنه في فيض ووفرة منذ ولادته . وتاريخ استعمال الملاعق أو بدائلها للأكل قديم. فاستعمل القدماء الصدف والقواقع والخشب لتناول الطعام السائل. ووجدتُ التعبير الغربي ( اللغة الإنجليزية ) لم يذكر "ملعقة ذهب" بل أتى على عبارة "ملعقة فضة" لإعطاء صفة الترف. ولا أدري كيف دخلت العبارة " ذهب" إلى حديثنا وأدبياتنا " . نحن كعرب حديثوا العهد باستعمال الملاعق لاذهباً ولا فضة ولا نحاساً ولا قصديراً. وربما استعملناها في العصور الحديثة للسائل أو شبه السائل من الطعام كالمهلبية والشوربة، أو لحمل المرق إلى الإناء الذي فيه الرز. حتى الدواء قفزنا إلى استعمال ملاعق البلاستيك لتناوله. وعبارة " وُلد وفي فمه ملعقة من فضّة " (وليس من ذهب كما نقولها ) وبالإنجليزية : - born with a silver spoon in his mouth"" جاءت من تقليد قديم كان الأثرياء يمنحون المواليد عند تعميدهم من قِبَل الأب الروحي ملعقة من فضة ، فذهبت العبارة مثلا. يعني أن من حاز على الملعقة فهو ابن ثري. ولا أعلم كيف بدّلنا في العربية الملعقة الفضية إلى الملعقة الذهبية. ما ذكرته هو ماجاء في أكثر من معجم لجذور وأصل الأمثال الأجنبية . وعُرف عن الأمريكيين تغيير الأمثال المتعارف عليها حسب حاجتهم. فهذه امينة الخزانة في ولاية تكساس آن ريتشاردز تقول أمام تجمّع ديمقراطي عام 1988 إن جورج بوش (الأب) وُلد وفي فمه " قدم من الفضة " (SILVER FOOT). أخالها تنبأت أو رأت مسبقاً واقعة العراقي منتظر الزيدي الذي رمى بحذائيه باتجاه الرئيس بوش (الابن). والولد سرّ أبيه .