التشكيلي اللبناني ياسر خطار المقيم بجدة تشكيلي معروف في الأوساط الثقافية والفنية بالمملكة ومشارك بمعظم المعارض الجماعية التي تقام بصالات مدينة جدة سألته عن سر الانفعالات اللونية التي أتسمت به أعماله الفنية الأخيرة وقال: ليست الانفعالات اللونية المكونة للنص البصري عندي بشكل أساسي وجلي إلا انفعالات لحظة الوقوف أمام عمل يتم إنجازه بحالة عزوف عن أي فكرة مؤجلة، أو أي حالة انفعالية تم استحضارها أو استدعاؤها من الماضي...اللوحة عندي ارتجال موسيقي أشبه بالأوركسترا التي اضبط إيقاعاتها وتسارع خطوطها أو تهدئتها... تلك الحالة فقط توثق عندي التناغم والتباين اللوني، حيث تمتزج الألوان الحارة مع الألوان الباردة، وتبرز من بين الضربات الجريئة للريشة نورانية لا تصطنع إنما تفرض نفسها، وبقليل من الدراية تصبح تلك البقع المضيئة مكوناً أساسياً في العمل الذي تتضح ملامحه بقليل من الخطوط الرعشة التي لا تفصح معالم شخوصها التي تتوارى خلف تعبٍ - فرحٍ - حزن عميق أو رقص حتى التعب... إنما تؤكد حضورهم واندماجهم بحالة نفسية وعاطفية ترجمتها تلك الخطوط التي بنت اللوحة وأسكنت داخلها ناساً لا نجدهم إلا هناك، بين سطوة اللون ونورانيته، وتوحّد اللحظة الخلاقة مع وجع استحضار من نأنس وجودهم. عن المدارس الفنية التي تستهويه عندما يهم بالشروع في عمله الإبداعي ويجد فيها مساحة أكبر للتعبير عما يختلج في نفسه من مشاعر يقول: التجريد اللوني هو عالم الفنان الأرحب، والأكثرعمقاً، وسبراً ًلعوالم الخيال الذي يلتقي بمكان ما مع التأملات الفكرية والوجدانية التي تلتقي مع تلك الجملة الفلسفية «كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة» ... شيءٌ آخر: إن الفن الحديث حالياً يتجه الى الغاء الشكل واستبداله بعوالم جديدة ونصوص بصرية تحمل تجربة الفنان النفسية والوجدانية متجاوزةً بذلك المعنى الشكلي الذي ألفته العين خلال رحلة الانسان الطويلة. ياسر خطار فنان تشكيلي لبناني مقيم فترة طويلة في المملكة له صداقات عديدة تربطه بمثقفين وأدباء وفنانين تشكيليين سعوديين ويرى أن الحركة التشكيلية تواكب النهضة الحضارية في المملكة ويقول: الحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية تواكب النهضة الحضارية التي تتسع لتشمل كافة المجالات وعلى كل الصعد، والتي جعلت الإنسان السعودي في موقع المسؤولية المدركة مهامها في بناء الوطن والإنسان، وتجلت تلك المسؤليات بشكل واضح في شتى المجالات الفكرية والأدبية والرياضية والاقتصادية والعلمية... أما الحركة التشكيلية في السنوات الأخيرة والتي عايشتها عن قرب بدأت تفرز جيلاً جديداً من التشكيلين المواكبين لحركة الفن التشكيلي العالمي بكل مدارسه وتوجهاته، منطلقين من رعاية وتوجيهات الرعيل الأول الذي طور الحركة التشكيلية بالمملكة العربية السعودية واغنى الساحة التشكيلية بأسماء كبيرة لها دورها الريادي وحضورها المشرف عربياً وعالمياً اذكر بعض تلك الأسماء الكبيرة بفكرها وفنها، عبدالحليم رضوى، محمد السليم، طه الصبان، عبدالله حماس، عبدالله النواوي، ، عبدالله ادريس، ، عبد الرحمن السليمان، والكثيرون غيرهم.... ومن جيل الشباب هم: عبد العزيز عاشور، فهد الحجيلان، محمد حيدر، أحمد حسين الغامدي نهار مرزوقي، علا حجازي، فهد خليف، محمود غرباوي، يوسف ابراهيم، نجلاء فلمبان، محمد بحراوي إلخ....ولانغفل دور المرأة السعودية التي ظهرت الى جانب الرجل بحالة معرفية تمتلك كل مقومات النجاح والاحترام. أما بالنسبة للأسماء الجديدة فهي كثيرة ومميزة ودؤوبة على البحث والعمل.والشيء الآخر الذي يلفت الانتباه تلك الورش الفنية التي تقام بشكل دوري وفعال في الأسواق والمراكز التجارية حيث يصبح الزائر على تماس مباشر مع تجربة الفنانين التشكيليين والحوار معهم وهنا الأسماء كثيرة أيضاً اذكر منها: خالد عريج، نورة حنيف، ليلى جوهر، راشد الشعشعي، فهد تركستاني، عبده الفايز.... أما الشريك الآخر بالنجاح وبتطوير الحركة التشكيلية طبعاً هي وسائل الإعلام وعلى رأسها الصحافة الرفيق الدائم والداعم والمواكب للحركة التشكيلية، عربياً وعالمياً...