حسب علمي أن الدول تفتخر بإقامة المعارض الدولية ومنها معرض الكتاب الدولي لتبين للعالم انها لا تقل عنهم شأنا سواء في ثقافتها او رغبتها في أن يطلع مواطنوها على كل ما هو جديد بل وتتيح الفرصة لكتابها ومبدعيها من نشر مؤلفاتهم والدعاية لها محلياً ودولياً. إلا أن ما نراه في بلادنا قد عكس هذه النظرية فأصبح معرض الكتاب معول هدم ومطرقة يستخدمها القاصي والداني في النيل من هذه البلد ويصمها بالرجعية والتخلف والدكتاتورية وحجب الحريات بل ووصلت الى التفتيش الذاتي للداخل والخارج والتلصص للبائع والشاري والتضييق على كل عنصر نسائي وبدلاً من استفادة الدولة ومواطنيها من مثل هذه التظاهرة أصبحنا نخجل منها، وفي داخل المعرض تجد عند سؤالك أي عارض أجنبي عن اسم كتاب معين فإنه يرمقك بأربع أعين ويلتفت يمنة ويسرة ويتحقق من هويتك بل ويتجرأ بسؤالك إن كنت من المطاوعة أم لا؟ فلا حول ولا قوة الا بالله فقد اصبح نصف المواطنين جلادين والنصف الآخر ضحايا او النصف معهم والنصف الآخر ضدهم (وهذه نظرة الآخر فينا). إذاً ماذا استفدنا من مثل هذه المعارض سوى الإساءة إلينا والى حكومتنا ومؤسساتنا الدينية والاجتماعية والأولى عدم إنشاء مثل هذه المعارض حفاظا على ما تبقى من كرامات. فلقد استطعت كمواطن عن طريق الانترنت على الاطلاع على كل الكتب الممنوعة من النشر سواء السياسية والدينية والاجتماعية وبعضها يمس شرفنا وديننا ودولتنا ولم يزدنا ذلك إلا حبا وشغفا في ديننا ودولتنا وكل مجتمعنا، أصبحنا عن طريق الانترنت نعرف عن اليهودية والمسيحية والبوذية والزرادشتية والمذاهب الشيعية والصوفية والهندوسية فحمدت الله أنني مسلم ولم تزدني الا تعلقا بالدين الإسلامي كما قرأنا عن كل أعدائنا وعرفنا ماذا يقولون عن حكومتنا والأسرة المالكة ولم يزدنا ذلك الا تعلقا وشغفا بهم، حتى المرأة لدينا وهل ترون أن معرض الكتاب هذا هو الذي سيؤدي الى سفورها واختلاطها فهي اذا أرادت فلن يمنعها شيء فإن الكون مفتوح لها والتنقل والاتصال أسهل مما يتخيله معرض الكتاب وما تكتبه المرأة في الانترنت يتجاوز ما يظهر لنا في معرض الكتاب بأشواط عديدة الا أنني متأكد ان المرأة السعودية لا تزدها مثل هذه الثقافات الا تمسكا بدينها ومحبة لدولتها وعاداتها، فهل بعد كل هذا نرى ان معرض الكتاب فقط هو خراب هذه الأمة، فإذا أردنا ان نمنع كل ما يسئ الينا والى ديننا فلنمنع السفر والانترنت والتلفزيون والاتصال والفيس بوك والشات واليوتيوب الذي فيلم واحد منه يخرب بلدا كاملة ولكن للأسف نشطح في مكان وننطح في مكان وندفن رؤوسنا في مكان آخر، وعليه ومما تقدم فإنني وبصفتي طبيبا شرعيا فقد حكمت على معرض الكتاب بالإعدام شنقا. * استشاري الطب الشرعي