أخلت السلطات الألمانية أمس الخميس مدرسة في مدينة فرايبورغ بعد تلقي بلاغ بوجود قنبلة داخلها. يأتي هذا بعد يوم واحد من مجزرة مروعة شهدتها مدرسة "ألبرت فيله" المتوسطة في بلدة فينيندن القريبة من شتوتغارت والتي راح ضحيتها 15 شخصا معظمهم من التلاميذ. ووفقا للشرطة تم تلقي البلاغ الصوتي في وقت مبكر صباح أمس. ولم يعرف بعد عدد التلاميذ الذين أجلتهم السلطات عن المدرسة كما لم تتأكد الشرطة بعد مما إذا كان الأمر يتعلق بمزحة ثقيلة أم بتهديد فعلي. وقال متحدث باسم الشرطة:"علينا إخلاء المدرسة كإجراء أمني إذ لا يمكننا التفرقة بين الأمرين (المزاح والتهديد الفعلي)". وكان شاب (17 عاما) دخل إلى المدرسة المنكوبة في فينيندن صباح أمس الاول وأطلق النيران بشكل عشوائي داخل المبنى مما أودى بحياة 15 شخصا. وبدأت الكثير من المدارس في ألمانيا يومها الدراسي امس الخميس بالحديث عن المذبحة التي شهدتها المدرسة المتوسطة . وطلب هيلموت روي وزير التعليم بولاية بادن - فورتمبرغ التي وقع بها الحادث من مديري المدارس إتاحة الفرصة في جدول حصص اليوم للتلاميذ لبحث المذبحة والتعبير عن آرائهم. أما مدرسة "ألبرت فيله" المتوسطة في بلدة فينيندن والتي كانت مسرحا للمذبحة ، فلا تزال مغلقة حتى إشعار آخر. ويتولى عدد من خبراء علم النفس رعاية ذوي ضحايا المذبحة بالاضافة إلى التلاميذ والمعلمين الذين نجوا منها. وأرسلت العديد من الولايات الألمانية بخبراء نفسيين إلى فينيندن. كما لفت وزير التعليم بالولاية انتباه المسؤولين إلى إمكانية ظهور تهديدات بشن عمليات مشابهة خلال الأيام المقبلة. من ناحية أخرى ، طالب متخصص في علم النفس ومعالجة ما بعد التعرض لصدمات كبيرة بإغلاق المدرسة التي وقع بها الحادث. وقال الخبير كريستيان لودكه في تصريحات نشرتها صحيفة "نويه بريسه" امس:"تحولت المدرسة إلى مسرح للجريمة.. لا ينبغي أن يتم التدريس بها بعد ذلك". وأكد الخبير أن التلاميذ سيستعيدون في كل لحظة مشاهد المجزرة الدموية التي مروا بها في المدرسة وأضاف: "لن يتحسن الأمر أيضا حتى لو تم طلاء الحوائط". وتضاربت الأنباء حول كيفية مقتل الجاني الذي كان يدرس في المدرسة ذاتها إذ ذكرت التقارير الأولية أنه قتل في تبادل لاطلاق النيران مع الشرطة في بلدة قريبة من موقع الجريمة في حين أوضحت تقارير تالية أن الجاني قتل نفسه. من جانبه رأى خبير ألماني في علم الجريمة أنه لا يمكن منع وقوع حوادث إطلاق النار العشوائي في المدارس مثل الحادث المروع . وقال كريستيان بفايفر مدير معهد دراسات علم الجريمة بمدينة هانوفر في تصريحات لصحيفة "فيتسلارر نويه تسايتونغ" الألمانية الصادرة امس الخميس: "يمكننا الاهتمام بالحالات الانعزالية ، بالشباب الذين يمرون بأزمات ، لكن لا يمكننا منع وقوع حوادث إطلاق النار العشوائي". وأكد بفايفر خطأ اعتقاد أي وزير داخلية يقول إنه يستطيع منع مثل هذه الحوادث بتكثيف التواجد الأمني في المدارس ، وقال: "تكثيف التواجد الأمني في المدارس يرفع نسبة خطورة وقوع مثل تلك الحوادث". وذكر بفايفر أن من اللافت للانتباه أن معظم ضحايا حادث إطلاق النار العشوائي الذي وقع في مدرسة متوسطة ببلدة فينيندن من التلاميذ ، الأمر الذي يشير إلى احتمال وجود خلفية "شللية" وراء الحادث ، وقال: "ربما كانت المدرسة مكانا للامتهان بالنسبة للجاني". ورأى بفايفر أن التقارب الزمني بين حادث إطلاق النار العشوائي الذي وقع في ولاية ألاباما الأمريكية وأسفر عن مقتل عشرة أشخاص والحادث الذي وقع في فينيندن ليس من قبيل الصدفة ، وقال: "الشخص الذي يحمل بداخله غضبا كبيرا ضد الآخرين ، يندفع دائما إلى كسر كافة المحظورات". وذكر بفايفر أن الجاني كان يريد أن ينظر الجميع إلى ألمانيا بتعجب وارتعاد كامل لتأكده من أن الحادث سينقل إلى أنحاء العالم.