نالت جامعة الملك سعود في غضون السنوات الأخيرة الريادة العربية والافريقية في التصنيف الاسباني العالمي للجامعات واحتلت مكاناً مرموقاً نسبياً في سلم الترتيب الدولي بسبب توجه الدعم الحكومي السخي ممثلاً في الدعم المباشر من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله، وجهود وزارة التعليم العالي والمثابرة من قبل منسوبي الجامعة من اكاديميين وإداريين وطلبة وغيرهم لتحقيق النجاح والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في استثمار ثقافة المعرفة وتفعيل مجتمع المعرفة، فقد شهدت الجامعة الكثير من التطورات النوعية لعل أبرزها التوجه الى استثمار الثقافة العلمية البحثية وفتح الأبواب لمنح الابحاث من قبل المؤسسات والأفراد، وقد شاركت الجامعة بوضع عدد من كراسي الابحاث ومنح فرص وظيفية عديدة بسبب الحاجة الملحة لاستيعاب التمدد المعرفي. ولكن مع استمرار البيروقراطية باستمرارية بعض الانظمة القديمة في إدارة شؤون الموظفين بما لا يتماشى مع ذات السرعة التقدمية للجامعة، فقد وجد الكثيرون من المتقدمين على وظائف أدرجت تحت البند الرابع خللا لا يتناسب مع المظهر التطويري الحديث للجامعة، فهذا البند عاد بعد رفع اعتماده بخفي حنين ليحمل الرقم صفر من الريالات السعودية وهذا البند ايضاً هو الذي أدرج ضمنه عشرات الوظائف التي تختلف مابين طلب مستخدمين وفنيين بشهادة ثانوية عامة الى باحثين بدرجات البكالوريوس والماجستير للتعاقد معهم ضمن هذا البند من كلا الجنسين، ولعل أكثر المتضررين هم فئة الباحثات والباحثين السعوديين المستقطبين للإسهام ضمن برامج التوأمة وشراكة الجامعة مع الجامعات الدولية لدراسة الطب والعلوم، فتوقف البند حقيقة بدأ من قبل الميزانية السنوية الجديدة أي منذ شهر ذو الحجة المنصرم واستمر ليدخل شهره الثالث هذا العام، ولأن إدارة شؤون الموظفين لديها خطة الطوارئ العتيقة المتمثلة في رفع جميع المعاملات ورصها على الرفوف لحفظها من الضياع والصمت حتى يبدأ المراجعون بالتذمر تم التشكي ثم اعداد دراسات جدوى ثم ايجاد حلول ومقترحات ثم رفعها لشؤون الموظفين لتخليص المعاملات، فهي تمثل الأسى البيروقراطي الذي يحارب الجدية والسرعة في ايجاد حلول بديلة مباشرة أو غير مباشرة تكفل حق المتعاقد في تخليص مشكلاته الإدارية دون أن يعتاد على الدوام اليومي في تلك الإدارة لتعقيب وتخليص معاملاته والدوران بأوراقه في جميع الأدوار والمكاتب، ودون ان يقرأ نظرات التأفف والتذمر المعتادة من قبل الموظفين. إدارة شؤون الموظفين تحتفظ بالمعاملات في الأدراج وعلى الرفوف ولديها كافة الصلاحيات في وضع الحلول البديلة والمستعجلة لمثل تلك المشاكل أقلها الرفع الى معالي مدير الجامعة وتبليغ المراجعين بآخر مستجدات الموضوع. همسة لضيوف البند الرابع: لا تيأسوا إذا تعثرت سيولة البند وسقطتم في حفرة الانتظار واضعتوا رحلة العمر بالدوام خصيصاً لتعقيب المعاملات، فسوف تخرجون منها أكثر قوة وتفاؤلا والله مع الصابرين.