بدأ امس الاثنين رسمياً إعادة بناء مخيم للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان بعد 18 شهراً من هجوم للجيش على متشددين حول منازل كانت تأوي 30 الف ساكن إلى انقاض. ووضع حجر الأساس لبناء مخيم جديد في نهر البادر في احتفال نظمته الحكومة اللبنانية ووكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التي ترعى اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط. وكان التأخر في جمع المال وإزالة ذخيرة لم تنفجر وحطام المنازل قد عطل وضع حجر الأساس مما أثار شكوك بين اللاجئين في أن المخيم لن يعاد بناؤه. وقال سالفاتور لومباردو مدير الاونروا في بيروت لرويترز بعد مراسم وضع حجر الأساس «هذا رمز على تصميمنا على إعادة بناء هذا المخيم.» وأضاف «انه رد كذلك على خمسة آلاف شخص ستتاح لهم الفرصة في غضون ما بين 12و 16 شهراً لاستعادة منازلهم». لكن اللاجئين قد يضطرون للانتظار لمدة شهر واحد على الأقل قبل ان يبدأ البناء الفعلي. وقال لومباردو انه يتعين تفتيش الأرض مرة أخرى بحثا عن ذخيرة لم تنفجر والحكومة اللبنانية التي كانت قد صادرت الأرض يجب ان تقدم تصريح بناء. وأضاف «نأمل ألا تستغرق هذه المسائل القانونية أكثر من 30 يوماً. وبعد ذلك سنوقع عقدا مع شركة بناء يتم اختيارها». وقدم مانحون او تعهدوا للاونروا بنحو 52 مليون دولار لإعادة بناء نهر البارد وهو ما يكفي فقط لبناء قطاع واحد أو اثنين من ثمانية قطاعات من المخيم الذي كان مكدسا والذي يقع في بلدة قرب طرابلس في شمال لبنان. وقتل أكثر من 400 شخص في قتال استمر 15 أسبوعاً اندلع في مايو أيار عام 2007 بين الجيش ومنظمة فتح الإسلام المتأثرة بتنظيم القاعدة. ودمر القصف المعسكر تماماً ويقيم سكانه الآن في مراكز ايواء مؤقتة وفرتها لهم اونروا وفي مواقف سيارات أو مع أقارب لهم. وقال لومباردو إن الاونروا تتوقع ان تتحقق بسرعة تعهدات من جانب دول الخليج العربية لتساعد في تغطية التكلفة المقدرة لبناء المخيم وهي 200 مليون دولار. وتدعو خطط إعادة البناء إلى توفير مساحة أكبر وأكثر صحية للاجئين لتخفيف التكدس وتقديم خدمات أفضل.