أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الجامعة تعمل على تفعيل حزمة الحل العربية بشأن السودان ، مشيرا الى أنه تم الاتفاق مع الحكومة السودانية على تنشيطها بسرعة . وأعرب موسى ، في تصريحات للصحافيين أمس"الاثنين" ،عن أمله في أن تنجح مساعي الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي للتوفيق بين متطلبات العدالة والحفاظ على الاستقرار في السودان والعمل على الخروج من الأزمة الخطيرة التي يتعرض لها حاليا بالطريقة التي تجعل الكل يتعامل معها للحفاظ على وحدة السودان واستقراره. وتابع :ان كل ما نعمل من أجله هو أن نوفق بين إجراءات ومتطلبات العدالة من ناحية ، ومقتضيات الحفاظ على سيادة السودان وعلى استقراره من ناخية أخرى ، خصوصا مع التحديات الكثيرة التي تواجه السودان ويتعرض لها. ووصف موسى زيارته الأخيرة إلى السودان بأنها "كانت مهمة" ، وقال : إنها كانت تهدف إلى الإحاطة بتداعيات الأحداث الأخيرة بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية توقيف الرئيس السوداني عمر البشير . وأضاف: إنه حرص خلال الزيارة على الالتقاء بالرئيس البشير ونائبه وبعدد من الوزراء والفعاليات السودانية وممثلي الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي بهدف العمل على الإحاطة بتداعيات الأحداث الاخيرة بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس البشير. وحول رؤيته لقرار السودان طرد عدد من المنظمات الانسانية العاملة في دارفور وهل يعد هذا تصعيدا؟ ،قال موسى: انه فيما يتعلق بالمنظمات الانسانية العاملة في دارفور ، فهناك أكثر من مائة منظمة لاتزال تعمل هناك وكلها منظمات أمريكية وأوروبية وعربية وسودانية الأمر الذي يجعل المهمة الانسانية مستمرة". وبالنسبة للمنظمات التي أنهيت مهمتها لأسباب قامت بشرحها الحكومة السودانية، قال موسى: إنه تجرى الآن مباحثات لسد الفجوة ولترتيب الأمور إنسانيا في دارفور مع الحكومة السودانية وعدد من هذه المنظمات ومع الاممالمتحدة،ومن هذه الناحية كان هناك توافق على المضي قدما في الحفاظ على الأنشطة الانسانية في دارفور وهذا هو اهتمام الحكومة السودانية على أساس التزام كل منظمة بالاتفاقيات التى وقعتها مع الحكومة السودانية". وتابع موسى: ان أهل دارفور يعانون معاناة كبيرة ويحتاجون إلى الكثير من مشروعات التنمية ، ولكن الذي اطلعت عليه من مشروعات سواء بدأت أي في سبيلها للبدء أو في إطار التنفيذ منذ فترة كلها تعمل على تنشيط التنمية في دارفور". وردا على سؤال حول الوفد العربي الافريقي الذي سيسافر إلى نيويورك وهل تقرر موعد لسفره؟، قال موسى : إننا نتفاهم في هذا الشأن مع الاتحاد الافريقي وكنا على اتصال به خلال الأيام القليلة الماضية، ومن خلال هذه الاتصالات سنتفق على الموعد المناسب لعرض الأمر في مجلس الأمن وما يتطلبه الأمر من اتصالات بعدد من العواصم الفاعلة في مجلس الأمن. وحول التحركات القانونية في الأزمة السودانية وإلى أين وصلت؟، أشار الأمين العام للجامعة العربية الى أنه لم يحدث شيء حتى الآن، والموقف العربي بشأن التحرك القانوني هو الذي عبر عنه القرار الذي صدر عن وزراء الخارجية العرب يوم الاربعاء الماضي. في غضون ذلك ، أكد زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي ،خلال لقائه مع أعضاء المجلس المصري للشؤون الخارجية ، رفضه توقيف الرئيس عمر البشير ، منبها الى أن فكرة تسليم رأس الدولة سيكون لها تأثير كبير وتداعيات خطيرة على الاوضاع فى السودان . واقترح المهدى مبادرة لحل هذه الازمة وضرورة التعامل بهدوء مع هذه القضية تتضمن إنشاء محكمة هجين "مختلطة" من قضاة عرب وافارقة وبقانون خاص لمحاسبة كل مسؤول عن جرائم ارتكبت في دارفور. وأوضح المهدي أن مبادرته تتضمن أيضا تأجيل القرار الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية مع الاسراع في حل مشكلة دارفور وبصورة استثنائية والاستجابة لمطالب اهل دارفور ، بالاضافة الى ضرورة الاصلاح السياسى لتحقيق التحول الديمقراطى وتحقيق التغيير في النظام السياسي من خلال الانتخابات وليس من خلال "المقارعة "على حد قوله. وحذر الصادق المهدي من أي محاولة للانقلاب على النظام في الوقت الحالي،قائلا :انها مرفوضة وستخرج عن اطار البرنامج الوطني الديمقراطي" ، مضيفا انه يجب استثمار هذه الأزمة الخطيرة الحالية التي يعيشها السودان وتحويلها الى فرصة للحل يتفق بموجبها السودانيون على التعامل قانونيا وسياسيا مع الوضع . وقال المهدي :إننا نرفض أن يدار الشأن السودانى بقرارات خارجية ، فالقضية بيد السودانيين ويجب أن يكون الحل آتيا من السودان ولابد من احتواء الموقف لان التداعيات خطيرة"، مؤكدا رفضه فكرة عقد مؤتمر دولي لحل المشكلة السودانية. وأعرب المهدي عن اعتقاده بأن اجتماع الدوحة الأخير بالنسبة للسودان ،ورغم أنه وصل الى نتيجة وابرم اتفاقا، إلا أنه يى نفس الوقت نقض اتفاقا آخر كان موجودا ، مشيرا الى أن "منى اركو ميناوي" كبير مساعدي الرئيس السوداني وأحد اطراف اتفاق ابوجا للسلام في دارفور مع الحكومة اتخذ موقفا معاديا من اجتماع الدوحة الذي كرس الخلافات السودانية.