يعتبر سوق الخميس الشعبي بمحافظة النعيرية من أقدم الأسواق الشعبية بالمنطقة الشرقية وأكبرها. ويعود تاريخ نشأة هذا السوق إلى ما قبل أكثر من 25 سنة حيث انتشر صيت هذا السوق في كل مكان وأصبح الإقبال عليه بشكل كبير من أهالي المحافظة والمراكز والهجر التي تتبع النعيرية ثم اتسعت شهرته إلى المناطق الأخرى والى دول الخليج مما زاد من حجم المرتادين له، واحدث هذا الإقبال في ازدياد لعدد المسوقين وازدحام السيارات من متسوقين وأصحاب البضائع فأصبح السوق مكتظا بالمتسوقين من أماكن عده والذين يأتون للاطلاع والتبضع من سوق الخميس الشعبي والذي يمارس فيه النشاط التجاري يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع ويقوم بالبيع نساء كبيرات في السن امتهن هذه المهنة منذ القدم وسعدنا بها فضربوا أروع الأمثلة في الكفاح والعمل الجاد. ويحتوي السوق على أنواع عديدة من الأعمال اليدوية التراثية القديمة وما وضعه العرب القدامى خاصة من أهل الجزيرة من لمسات فنية جميلة على أعمالهم اليدوية التي مازال يتناقلها محبو التراث في كل مكان. مثل (السدو اليدوي وبيوت الشعر التي يقومون بصناعتها يدويا. والمفروشات القديمة وما يحتاجه البدو لجمالهم - الخرج، والشداد، الشمايل- كما يباع السمن البري والاقط وغيرها). ويشهد السوق هذه الأيام ازدحاماً كبيراً من باعة نبات الكمأة (الفقع) والذين يتوافدون لسوق الخميس الشعبي بالنعيرية كل عام لعرض بضاعتهم فيه ويأتي الباعة بأنواع مختلفة من الفقع من منطقة الحدود الشمالية ويقومون ببيعها بالنعيرية لشدة الإقبال على شرائها في الوقت الذي لم تشهد فيه ربوع المحافظة ظهور هذا النبات منذ فترة في أراضيها مستفيدين من شهرة السوق وحجم الزوار له فيجدون رواجا كبيرا لبيع الكمأ بأسعار مناسبة. كما انتشر حول السوق عدد كبير من الباعة القادمين من الشام لعرض بضاعتهم والتي تتمثل في بيع الفراء والبشوت والجاكتات الشتوية بالإضافة إلى بيع المفروشات القديمة. كما قدم كثير من الباعة من اليمن حاملين معهم أنواع القهوة والعسل مستفيدين من هذا السوق الذي يجدون فيه زوارا من كل مكان. وقد قامت بلدية محافظة النعيرية مؤخرا بجهود كبيرة لتطوير السوق، حيث تم إعادة تنظيمه بعد نقله لموقعه الجديد فقد أنشأت البلدية بشكل موحد ومساحات محددة بسطات تقدر بقرابة (100) بسطة مخصصة للنساء، وقد أتاح التنظيم الجديد لوجود مساحات كبيرة تتسع لعدد اكبر من البسطات النسائية. وإيجاد مساحة واسعة لتنقل مرتادي السوق ويشهد السوق إقبالاً كبيراً جداً منهم وخاصة خلال هذه الأيام والذي يشكل الخليجيون العدد الأكبر منهم متمتعين بما يعرض ويباع من التراثيات سوق الخميس الشعبي. ويطمح الموجودون في سوق النعيرية الشعبي إلى تطوير السوق ليصبح بشكل أجمل واستبدال المضلات القديمة بمضلات حديدية آمنة، حيث إن المضلات الحالية للبسطات غير آمنة من الحريق، وكذلك لاتقي أصحابها من الشمس وخاصة في فصل الصيف حيث إن أصحابها هم من قاموا ببنائها حسب قدرتهم، كما يحتاج السوق لإضافة أشكال جمالية وتزويده بمواقف للسيارات تتسع للعدد الكبير من الزوار.