في أولى جلسات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب أقيمت مساء أمس الأول محاضرة عن الثقافة البرازيلية ألقاها الدكتور روكي دي باروس لاريا الأستاذ الفخري بجامعة برازيليا، حيث يقول: حتى نفهم كيف تشكلت الثقافة البرازيلية لابد أن نكون على علم بما أسهمت به مختلف الجماعات العرقية التي سكنت البرازيل، وأضاف: لننظر أولا فيما اسهمت به الشعوب الأصلية فهناك أعداد كبيرة من المفردات والعبارات التي تنتمي إلى (توبي جواراني) اللغوية والتي أصبحت جزءا من اللغة البرتغالية المحلية في البرازيل. وأضاف لاريا بأن سكان البرازيل توارثوا المعتقدات العديدة ومختلف الخرافات التي كان يؤمن بها سكان البلاد الأصليون. كما كان للسكان من ذوي الأصول الإفريقية إسهام كبير في تشكيل الثقافة البرازيلية تمتد جذورها إلى الرقصات الدائرية الأفريقية من قبيل الجونقو والسامبا. وأضاف د. لاريا بأن البرازيل ورث من البرتغاليين لغتهم بحيث أصبح اليوم يضم أكبر عدد من المتكلمين باللغة البرتغالية في العالم، لكن البرازيلية المحكية في البرازيل قد اكتسبت مئات الألفاظ والعبارات التي دخلت عليها من اللغات المحلية والأفريقية مما يجعل من الصعب على البرازيليين اليوم أن يتواصلوا مع البرتغاليين، وأضاف بأن في لغة البرازيل مفردات عديدة ذات أصول عربية تعود إلى تأثير الغزو العربي لشبه جزيرة إيبيريا (الأندلس) كما ورث البرازيل ديانته الكاثوليكية من البرتغال . وذكر الدكتور لاريا بأن التشكيل الثقافي للشعب البرازيلي بالغ التعقيد في الواقع ذلك أن التداخل الذي تم في البلاد بين ثقافات مختلفة ضمن عملية متجددة من التثقيف والمثاقفة، قد اسفر عن سلسلة متجددة من الابتكارات وإعادة الابتكار، استوعبتها كل مكونات المجتمع بمختلف طبقاته، إن ماحصل في البرازيل هو عملية تحول لعناصر ثقافية متعددة تمت في الاتجاهين وشملت مختلف طبقات المجتمع . واختتم الدكتور لاريا محاضرته بقوله:إن البرازيل لاتزال تعمل على إيجاد الحلول لجملة من المشكلات الاجتماعية من قبيل التفاوت الاقتصادي الواسع وتزايد العنف داخل المدن وعدد من المشكلات في قطاعات الصحة والتعليم، لكن الذي لايمكن تجاهله هو مدى التقدم الواسع الذي حققته البلاد على مدى القرن العشرين في عدد من المجالات، فالنجاح الأكبرالذي حققه مجتمع البرازيل يتمثل في تلك المواءمة التي تحققت بين ثقافات عديدة شديدة الاختلاف.