اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء انها «متشجعة جدا» من الاجوبة الايجابية التي قدمها الاوروبيون على الطلب الاميركي بشأن استقبال معتقلين سابقين في غوانتانامو. وقالت في الطائرة التي اقلتها الى بروكسل اثر جولة من ثلاثة ايام في الشرق الاوسط «انا متشجعة جدا مما سمعت» مشيرة الى انها التقت خلال الاسابيع الماضية عددا من نظرائها الاوروبيين في واشنطن. واضافت «كنا متشجعين تماما بالاجوبة الايجابية التي تلقيناها ولكننا لسنا مستعدين بعد لتقديم طلبات محددة». واوضحت للصحافيين الذين رافقوها في جولتها «هذا شيء سنتحدث عنه معهم عندما ننهي العمل الداخلي المتعلق بنا بشأن هذه المسألة». وقالت ايضا «اعتقد سيكون مجال سننجز فيه عملا جيدا». وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن في 22 كانون الثاني/يناير اقفال سجن غوانتانامو خلال عام. ولكن الولاياتالمتحدة بحاجة لمساعدة شركائها الاجانب لاقفال هذا المعسكر المثير للجدل حيث لا يزال يسجن فيه حوالي 200 شخص بدون محاكمة. وحتى الان، اعربت بعض الدول الاوروبية عن استعدادها للتعاون مع الحكومة الاميركية. ووصلت كلينتون مساء الاربعاء الى بروكسل في زيارة تستمر يومين تتبادل خلالها وجهات النظر للمرة الاولى مع نظرائها في الحلف الاطلسي ومع الاتحاد الاوروبي. وتوجهت كلينتون مباشرة الى مقر الخارجية البلجيكية حيث اقيم عشاء عمل «عبر الاطلسي» يجمع وزراء خارجية الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي وسويسرا، ويفترض ان يتمحور على افغانستان. ووصلت وزيرة الخارجية الاميركية من الشرق الاوسط في جولة بدأتها الاحد. وقالت في الطائرة التي اقلتها الى بروكسل «ارغب التأكيد على ان الولاياتالمتحدة تنوي لعب دور فاعل داخل الحلف الاطلسي ومع شركائنا الاطلسيين». واضافت للصحافيين الذين رافقوها «سأطرح بالتأكيد مسائل تعتبرها الولاياتالمتحدة مهمة مثل مشاريعنا في افغانستانوباكستان والعلاقات بين الحلف الاطلسي وروسيا وكذلك بعض المشاكل الجديدة وكذلك القديمة». وقبل وصولها الى بروكسل، قال احد الدبلوماسيين الاوروبيين ان هؤلاء يستعدون خلال العشاء الى «الاستماع لها باهتمام». واوضح «سوف نتحدث خلال العشاء عن افغانستان حتى وان كانت ادارة اوباما لم تنته بعد من مراجعة الاستراتيجية الافغانية» التي ستنتهجها الولاياتالمتحدة مشيرا الى ان وزيرة الخارجية الاميركية «سوف تتحدث بدون شك عن الشرق الاوسط» التي انهت جولة فيه. وحسب مسؤول اميركي في الحلف الاطلسي «سيكون الوضع على الحدود مع باكستان والطريقة التي يمكن ان ينسق فيها الحلفاء مع هذا البلد، احد ابرز المواضيع التي ستطرح» خلال هذا العشاء. وبالاضافة الى الامن قبل الانتخابات الرئاسية الافغانية في اب/اغسطس المقبل، سيبحث المجتمعون ايضا مسائل اعادة الاعمار وحسن سير الحكم ومكافحة الاتجار بالافيون. وذكر هذا المسؤول بان الرئيس باراك اوباما اعلن في شباط/فبراير عن ارسال 17 الف جندي اضافي الى افغانستان «ولكن هذا الامر لا يمكن ان يكون استراتيجيتنا الوحيدة». وطلبت واشنطن ايضا من الاوروبيين القيام بعمل مماثل حتى وان كان سيقتصر دورهم على اعادة الاعمار المدني في البلاد وبدون التزام عسكري كبير. ومن ناحيته، قال المتحدث باسم الحلف الاطلسي جيمس اباتهوراي ان الولاياتالمتحدة «اجرت مشاورات وثيقة مع حلفائها في الحلف الاطلسي» حول الوسائل الكفيلة بالتصدي لحركة طالبان التي يزداد خطرها. وستلتقي كلينتون نظراءها في الحلف الاطلسي لوحدهم كي تتحدث معهم عن افغانستان. وستقرر الدول ال26 ايضا استئناف العلاقات العسكرية مع روسيا التي علقت بسبب النزاع الروسي الجورجي في اب/اغسطس الماضي. ولم يستبعد اباتهوراي ان يتم ايضا بحث الدرع الصاروخية الاميركية بعد الرسالة التي بعثها الرئيس اوباما الى الرئيس الروسي ديميتري مديفيديف والتي ربطت التخلي عن المشروع الاميركي في اوروبا الغربية الذي يثير سخط موسكو بانتهاء «التهديد» النووي والبالستي الايراني. واعلنت كلينتون الاربعاء في هذا المجال انها تأمل اقناع روسيا بالمشاركة في الدرع الصاروخية. وبعد اجتماعها الاول الرسمي مع الاتحاد الاوروبي اليوم ستتوجه بعد الظهر الى جنيف حيث ستجري محادثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف حول الانفتاح الاميركي على روسيا.